آلاف العائلات حزمت أمتعتها وغموض حول تاريخ عملية الترحيل شرعت مديريات سونلغاز بالعاصمة في عمليات تحصيل الديون وفرض غرامات مالية ضد العائلات القاطنة بالأحياء الفوضوية، والتي رفضت دفع فاتورة الكهرباء قبل انطلاق برنامج الترحيل. فيما دخلت آلاف العائلات في حالة هستيريا مع بداية العد التنازلي للعطلة الربيعية، في انتظار انطلاق العملية الواحدة والعشرين لإعادة الإسكان والتي كانت مصادر مطلعة قد أكدت مباشرتها مع نهاية الشهر الجاري، خاصة مع عدم تحديد الأحياء المعنية ما جعل "السوسبانس" سيد الموقف. وحزمت آلاف العائلات التي تقطن في الأحياء القصديرية الكبرى بالعاصمة أمتعتها، وحضّرت نفسها في انتظار عملية إعادة الإسكان المرتقبة خلال نهاية الشهر الجاري، رغم عدم تأكيد أي مصدر رسمي لقائمة الأحياء المعنية، ففي حي الحفرة القصديري الواقع بين بلديتي الحراش وواد السمار بالعاصمة، تعيش أزيد من ألف عائلة على أعصابها، خاصة مع هستيريا الملفات والأوراق. فيما كشف بعض السكان ل«البلاد" أن المصالح البلدية، أجبرتهم على إدراج دفتر التطعيم الخاص بالأطفال في الملف وشهادة العزوبية بالنسبة للشباب غير المتزوجين وشهادة الزواج وكذا شهادة التمدرس حتى للأبناء الكبار، إلى جانب الدوريات التي تقوم بها مصالح سونلغاز لتحصيل ديونها من الزبائن، الذين رفضوا في وقت سابق دفع فواتير الكهرباء، حيث تم فرض غرامات مالية على بعض العائلات المتخلفة عن تسديد فاتورة العداد الكهربائي، تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين سنتيم، مع إجبارية دفعها قبل عملية إعادة الإسكان وإلا ستكون هناك متابعات قضائية والإقصاء من عملية إعادة الإسكان. وبررت مصادر من سونلغاز تحصيل مستحقاتها قبل عملية إعادة الإسكان، بالضرر الكبير الذي لحق بالشركة، خاصة وأن معظم قاطني البنايات الفوضوية والهشة رفضوا تحصيل ديونهم المترتبة عن استغلال الكهرباء. وكان في وقت سابق مسؤول فرع مديرية توزيع الغاز والكهرباء بالحراش، قد كشف في تصريح صحفي أن أزيد من تسعة آلاف كوخ قصديري يقرصن الكهرباء من سونلغاز الحراش، ماخلف خسائر جسيمة للشركة قدرت بالملايير. في سياق متصل، أبدت العائلات المقيمة بالأحياء القصديرية الكبرى بكل من الكروش في الرغاية وبوسماحة ببوزريعة وكوكو بلاج، قلقها إزاء الوضعية والتكتم الذي تفرضه السلطات المحلية، مبدية سخطها على هذه السياسة، خاصة وأن موعد العطلة الربيعية اقترب ولم يتم تحديد الأحياء التي ستمسها عملية إعادة الإسكان. بينما كانت مصادر جد مطلعة ل«البلاد"، أن العملية ستمس حتى بعض الأحياء القصديرية الكبرى التي لا تزال تتربع على إقليم الولاية وليس الأسطح والأقبية فقط مثلما كان قد أعلن عنه سابقا والي العاصمة، مضيفا أن زوخ قرر تمديد الحصة السكنية لتشمل ما يقارب 7 آلاف وحدة سكنية عوض ثلاثة آلاف. ومن المنتظر أن تجرى العملية ال21 على مدار شهرين، ناهيك عن توزيع العائلات عبر خمس مراحل على الأقل، بالنظر للإمكانات المادية والبشرية التي يتطلبها هذا النوع من العمليات. فيما تتوزع الأحياء المستقبلة على مواقع كوريفة والكحلة ودرارية والسويدانية وسيدي سليمان بخرايسية وسيدي لخضر ببئر توتة وعين المالحة بجسر قسنطينة.