الوقوف مع الجيش النقطة المشتركة في شعارات المعسكرين تتواصل حالة الاستقطاب بين قوى المعارضة والموالاة، فبعد معركة الثلاثين من شهر مارس الماضي، ها هي الساحة السياسية تعاود الحراك مرة أخرى، ولكن هذه المرة عبر بوابة الشارع، من خلال الخرجات الميدانية والتجمعات الشعبية، حيث يسعى كل طرف لشرح مبادرته للجزائريين. وقد شرع حزب جبهة التحرير الوطني، قائد قاطرة مبادرة "الجدار الوطني"، في النزول إلى الميدان لشرح المبادرة، حيث كلف عمار سعداني الأمين العام للحزب العتيد، عبد القادر زحالي عضو المكتب السياسي المكلف بالشباب للإشراف على عقد أشغال الندوة الجهوية للشباب بعنوان "شرح مضامين الدستور ولائحة انتشار الحزب"، المزمع تنظيمها في ولاية تيزي وزو اليوم السبت. وحسب البرنامج المسطر من طرف حزب جبهة التحرير الوطني فإن هذه الندوة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بالنظر إلى الندوات الأخرى المبرمجة بهدف شرح ما جاء به الدستور الجديد، بالإضافة لشرح مبادرة "الجدار الوطني" التي نظم أعضاؤها بتاريخ 30 مارس الماضي تجمعا شعبيا بالقاعة البيضاوية بالجزائر العاصمة. وفي هذا السياق، شرع عدد من الأحزاب المنخرطة في مبادرة "الجدار الوطني" التي يقودها حزب جبهة التحرير الوطني، في تنظيم عدد من التجمعات والخرجات الميدانية، بهدف شرح المبادرة للرأي العام الجزائري، والتي تتمحور أبرز نقاطها حول دعم برنامج رئيس الجمهورية، والعمل على رص الصفوف في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية المحيطة بالجزائر، بالإضافة لدعم الجيش الوطني الشعبي في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية وخاصة الخارجية بالنظر لتوتر الأوضاع في دول الجوار خاصة تونس وليبيا. لم تقتصر التجمعات الشعبية والخرجات الميدانية على الأحزاب المنضوية تحت لواء مبادرة "الجدار الوطني"، بل امتدت حتى إلى الأحزاب المقاطعة لتجمع البيضاوية، على غرار الحركة الشعبية الجزائرية، حيث سينشط الأمين العام للحزب، عمارة بن يونس مهرجانا شعبيا، اليوم السبت بالمركز الإسلامي بولاية الشلف. وبعد انتهاء الندوة الثانية للمعارضة المنعقدة بزرالدة، قررت "هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة الوطنية" النزول إلى الشارع لشرح مضمون مبادرة مزافران 1 وندوة زرالدة، المتمثلة في "انتقال ديمقراطي"، حيث شرع منذ أول أمس الخميس، العديد من السياسيين والفاعلين في االمجتمع المدني المنضوين تحت لواء هيئة المعارضة، بالتواصل مع مواطنين، حيث توجه وفد من المجتمع المدني بقيادة سمير بن العربي، ووفد جبهة العدالة والتنمية ممثلين في النائبين لخضر بن خلاف وحسن عريبي، في مدينة بودواو بولاية بومرداس، للتعبير عن تضامنهم مع الأساتذة المتعاقدين، والاستماع إلى انشغالاتهم، وشرح مبادرة المعارضة. كما قام أمس رئيس حزب جيل جديد، سفيان جيلالي، رفقة عدد من إطارات ومناضلي الحزب، بجولة جوارية لبلدية باب الواد بالجزائر العاصمة، حيث تم تبادل أطراف الحديث مع المواطنين حول الوضع السياسي والاجتماعي للبلاد. رغم الاستقطاب الحاد بين قطبي المعارضة والموالاة، إلا أن قضية مساندة الجيش، هي القضية الوحيدة التي لا يختلفون بشأنها، حيث يشكل الجيش الوطني الشعبي شعرة معاوية الوحيدة التي تحول دون الصدام المباشر بين الموالاة والمعارضة، فقد غابت بالمطلق، نقاط الالتقاء بين أحزاب الأغلبية، والمعارضة الممثلة في هيئة التشاور والمتابعة، وظهر ذلك جليا بتاريخ 30 مارس الماضي، لكن بدا أن هناك قاسما مشتركا بين السلطة والمعارضة، يتعلق بمساندة الجيش. فكلا الطرفين لا يفوت الفرصة لإعلان تأييد الجيش في صد مخاطر الإرهاب على الحدود وفي الداخل.