الوزير الأول الفرنسي: "العلاقات الثنائية لن تعكرها صغريات الأمور" لم تثمر زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر سوى توقيع 3 اتفاقات شراكة في قطاعات النقل بالسكك الحديدية والصناعة الغذائية، لينظم البلدان أفقر اجتماع للجنة الحكومية المشتركة منذ تأسيسها سنة 2012، في حين تم تأجيل مشاريع إستراتجية هامة كانت منتظرة على غرار مصنع سيارات بيجو ومجمع للصناعات المعدنية ومؤسسة مختلطة لإنتاج الغازات الصناعية لتلبية احتياجات مصنعي الحديد للحجار وبلارة. قال فالس خلال افتتاحه المنتدى الثالث للشراكة الجزائرية الفرنسية أمس إن عدة مشاريع ستوقع في المستقبل بين البلدين، والأولوية في الفترة الحالية هي الإبقاء على روابط علاقة الصداقة التي تجمع البلدين. وتحاشى فالس ذكر مبررات غياب كبرى المشاريع عن خارطة طريق الاجتماع وضآلة وفد الأعمال الذي رافقه الى الجزائر مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أنه أكد أن "العلاقات الجزائرية الفرنسية أكبر من أن تعكرها صغريات الأمور في إشارة الى توتر العلاقات الجزائرية مع الإعلام الفرنسي، مضيفا أنه يؤمن بقدرة البلدين على تجاوز كل العقبات خصوصا أن "قدر بلدينا مرتبط بشكل وثيق" وأن تحديات مشتركة تواجه البلدين لا سيما فيما يتعلق بقضايا الإرهاب والتغيرات المناخية على حد قول فالس الذي دافع عن مكانة فرنسابالجزائر، مؤكدا أن بلده أكبر مستثمر خارج قطاع المحروقات عبر شبكة تضم 500 مؤسسة فرنسية ناشطة بالجزائر. من جهته أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أن الشراكة التي تجمع الجزائربفرنسا إستراتجية، مؤكدا أمام وفد من المتعاملين الاقتصاديين الفرنسيين أن الجزائر اتخذت خيارات اقتصادية تسمح بمواصلة ضخ النمو على الرغم من الوضعية المالية التي تواجهها البلاد جراء تراجع أسعار النفط، وأن الجزائر تتوفر على كل المؤهلات التي تشجع على الاستثمار فيها، مذكرا بمشروع ميناء الوسط الذي سيصل البحر المتوسط بالعمق الإفريقي وبالتالي أسواق واعدة أمام المؤسسات الجزائرية والفرنسية على حد سواء. وطمأن وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب بأن المشاريع التي برمجت لتوقع خلال الدورة الحالية لاجتماع اللجنة الحكومية المشتركة سيتم تجسيدها قريبا دون أن يذكر حيزا زمنيا واضحا لذلك. ويخص بروتوكول الاتفاق الأول الموقع خلال منتدى الأعمال إنشاء شركة مختلطة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية وأغذية الأنعام بالشراكة مع مؤسسة مناجم الجزائر (منال) فرع مجمع أسمدال والمجمع الفرنسي رويي. ومن المقرر أن يتم أنشاء هذا المصنع لتثمين الفوسفات بواد الكبريت (تبسة). فيما يتضمن الاتفاق الثاني توسيع نشاط مصنع تركيب وصيانة عربات الترامواي (سيتال) الذي تم تدشينه في ماي 2015 إلى الهندسة وصناعة وصيانة العربات لتوجيه جزء من الإنتاج إلى التصدير. وتعد هذه الشركة المختلطة ثمرة الشراكة بين المؤسسة الوطنية لإنجاز عتاد وتجهيزات السكك الحديدية (فيروفيال) وشركة مترو الجزائر والشركة الفرنسية ألستوم. وفي هذا الإطار تم التوقيع على عقد شراكة جديد من طرف الشركاء. أما الاتفاق الثالث فيخص إنشاء مصنع للإنتاج الصناعي والتوضيب والتسويق بالجزائر والخارج لمنتجات تحمل علامة لوسيور (مجمع أفريل) المختص في الصناعات الغذائية. وسيتم تجسيد هذا المشروع بالشراكة بين لوسيور والمجمع الجزائري جعدي.