"الأفافاس ليس رجل إطفاء لنيران السلطة" قال الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية، محمد نبو، إن السلطات العمومية والنخب الحاكمة "ليس في مقدورها إيجاد الحلول للاختلالات الاجتماعية التي تعيشها الجزائر"، مؤكدا أن الأفافاس ملتزم من أجل البناء الديمقراطي لدولة القانون "وليس من طابعه أن يلعب دور رجل الإطفاء للنيران التي يشعلها نظام أدانه التاريخ"، مشيرا إلى أن الجزائر تمر بأزمة سياسية وأخلاقية في المقام الأول، ثم أزمة اقتصادية واجتماعية وثقافية. واعتبر نبو في كلمة ألقاها خلال تجمع نظمه أمس السبت بولاية أم البواقي، أن هناك مؤشر جد مقلق، يتمثل في الغضب الذي يواجه عادة الجزائريين ضد بعضهم البعض أكثر فأكثر "إلى درجة عدم الاعتراف بقرون من العيش المشترك وإلى درجة أن تواجد وحدات الجيش ضروري اليوم" كما هو الحال في غرداية، للسهر كي لا يتقاتل جزائريون، معتبرا أن هذا الوضع غير المقبول "لا يقلق إطلاقا مضجع الحكومة"، الأمر الذي اعتبره "استخفافا" بالاضطرابات وبالعنف وباللاتسامح، مشيرا على أنه المؤشر على أن السلطات العمومية والنخب الحاكمة "ليس في مقدورها إيجاد الحلول للاختلالات الاجتماعية التي تعيشها الجزائر". هذه الوضعية يراها نبو "مؤشر لأزمة سياسية كبيرة" موضحا أنه "لا يمكن لأي بلد في العالم أن يضمن أمنه فقط باللجوء إلى الجيش لإطفاء نار الفتن!". من جهة أخرى، حذر السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية من كون الجزائر سلمت إلى "غياب الكفاءة، إلى سوء التدبير، إلى الرشوة، إلى نهب ثرواتها المادية وهوجمت بعنف في ثرواتها المعنوية والرمزية"، الأزمة التي يراها المتحدث سياسية وأخلاقية في المقام الأول، ثم أزمة اقتصادية واجتماعية وثقافية، مشيرا "عندما تحصى الرشوة وسوء التدبير بملايير الدولارات سنويا، فالمشكل أولا سياسي!"، مضيفا أن الاستخفاف بالجرائم الاقتصادية يعد "مشكلا سياسيا كبيرا!"، معتبرا الأمر بمثابة "اعتداء كبير ضد الدولة ومؤسساتها، اعتداء منفذ من طرف قوى تعمل انطلاقا من مؤسسات الدولة ضد مؤسسات الدولة!". وفيما يتعلق بالحركة الانفصالية التي يقوها المغني المغمور فرحات مهني، قال نبو "في هذا السياق من الانحراف العام يأتي ظهور حركة انفصالية في القبائل"، مؤكدا أن هذه الحركة "تشكل أقلية لحد الآن"، مشيرا إلى أن غياب برنامج للتنمية دفع شباب منطقة القبائل للتظاهر والاستجابة لشعارات انفصالية كانت تضحك الناس إلى وقت قريب. وأكد أن نضال وتعلق جبهة القوى الاشتراكية "بالوحدة الوطنية وسلامة ترابنا قناعة لا تتزعزع، وهي مرتبطة بشكل وثيق بهويتنا السياسية، كما هو الشأن بالتزامنا من أجل الأمازيغية والعناصر الأخرى المكونة للشخصية الجزائرية وللهوية الوطنية".