اختتمت مساء أول أمس بقاعة ''سينما المغرب'' بوهران، عروض المهرجان الدولي الرابع للفيلم العربي، بالفيلمين الجزائريين ''تاكسيفون'' و''الساحة'' الذين دخلا غمار المنافسة الرسمية في فئة الأفلام الروائية الطويلة، وذلك بحضور نخبة من النجوم العرب· وصنع فيلم ''الساحة'' لمخرجه دحمان أوزيد الفرجة والمفاجأة من خلال موضوعه الذي لقي استحسان الجميع ممن شاهدوه من ضيوف المهرجان وبعض العائلات الجزائرية، حيث تحكي قصة الفيلم الذي صنع مشاهده كوكبة من الممثلين الهواة، قصة مجموعة من الشباب يسكنون بحي جديد تقع قربه قطعة أرض واسعة، فيقرر السكان استغلال تلك الأرض في إنجاز عدة مشاريع لجني المال مما يحدث الكثير من المشادات تترتب عنها جملة من الاضطرابات الاجتماعية والأزمات والصراعات· وفي خضم تلك الخلافات حول أنسب المشاريع، يستغل بعض رجال الأعمال الوضع للاستيلاء على القطعة الأرضية وسط عدم اكتراث سكان الحي، أما الشباب فيقررون الهروب من الواقع المر والبحث عن حياة أفضل بعيدا عن حيهم· واستطاع المخرج دحمان أوزيد ترجمة كل تلك التناقضات النفسية والاجتماعية من خلال فيلمه الذي يعتبر أول فيلم موسيقي كوميدي جزائري، حرك أحداثه مجموعة من الشباب عبروا عن مشاكل أبناء جيلهم التي يتخبطون فيها على غرار أزمة السكن والهجرة غير الشرعية التي يتخذها هؤلاء مفرا لهم، وتعاطي المخدرات والبحث عن مستقبل يبعد عن الواقع المر الذي يعيشونه بسنوات ضوئية· وعبر العديد من السينمائيين والحضور عقب انتهاء فيلم ''الساحة'' الذي استغرق عرضه 120 دقيقة، عن إعجابهم بمستوى العرض الذي لامس واقع الشباب الجزائري وحتى العربي في قالب كوميدي، فكان الجمهور يضحك تارة وينفعل تارة أخرى دون أن يفوت لحظة الفرجة· وعلى العكس تماما، لم يحض فيلم ''تاكسيفون'' للمخرج محمد سوداني بإعجاب الكثيرين من ضيوف المهرجان الدولي للفيلم العربي ولا حتى الجمهور الذي شاهد العرض بقاعة ''سينما المغرب''، حيث وجد نفسه أمام مشاهد ''خليعة'' تخدش حياء الأسر الجزائرية، اعتبر النقاد أنه لم يكن لها فائدة كونها لم تضف شيئا لأحداث الفيلم· وتحكي قصة ''تاكسيفون'' الذي استغرق عرضه 90 دقيقة، قصة الزوجين السويسريين ''أوليفي'' و''هيلينا'' يعبران الصحراء الجزائرية في رحلة سياحية باتجاه مدينة ''تومبوكتو''، حيث ينويان بيع شاحنتها لتاجر مالي· وفي تلك الرحلة يجبران على التوقف بواحة بعدما أصيبت مركبتهما بعطل، غير أن ذلك التوقف طال وقته مما جعل ''هيلينا'' تشعر بالضجر والملل، لكنها تتعود فيما بعد على المكان من خلال احتكاكها بنساء الواحة· و''تاكسيفون المكتوب'' الذي يملكه ''سعيد'' في تلك الواحة، هو المكان الذي كان الأمل الوحيد بالنسبة للكثير ممن يقصدونه في غياب وسائل الاتصال هناك· وبدا عالم الواحة منعزلا من خلال مشاهد الفيلم الذي أدى إلى انسحاب الكثيرين بسبب اللقطات الخليعة التي وظفها المخرج في فيلمه، حيث جمعت أحيانا ''هيلينا'' التي جسدت دورها الممثلة السويسرية ''مونا بيتري''، بزوجها، وأحيانا أخرى جمعتها ب''سعيد'' ذلك الرجل الأزرق صاحب ''التاكسيفون المكتوب''· من ناحية أخرى، لم يكن الفيلم المصري ''ميكروفون'' لمخرجه أحمد عبد الله بمعزل عن النقد اللاذع للسينمائيين والفنانين، إذ لم يكن في مستوى المشاهدة ولم يرق، حسبهم، إلى غمار المنافسة في المهرجان الدولي للفيلم العربي، مما اضطر الكثيرين منهم إلى الخروج من القاعة مفضلين الوقوف خارجا والتنحي جانبا على غرار الممثل حسان كشاش وعبد الباسط بن خليفة والمخرج السوري سمير ذكرى الذي وصف الفيلم ب''التافه''·وتحكي قصة فيلم ''ميكروفون'' الذي يقوم فيه الممثل خالد أبو النجا بدور البطولة إلى جانب الفنانة منة شلبي وآخرين، قصة الشباب المصري المتوجه بشغف إلى الأشكال الجديدة للتعبير، حيث تنطلق أحداث هذا الفيلم بعودة ''خالد'' بعد سنوات من الغياب إلى مدينة الإسكندرية التي أعاد اكتشافها بعدما غاب عنها لسنوات·