- "أنا بعيد عن عالم السياسة ومنشغل فقط بمشاريعي الاستثمارية" - "الحكومة لا تمارس الجهوية ولا علاقة لي بالجدل حول العهدة الرابعة" تراجع رجل الأعمال، يسعد ربراب، عن اتهاماته الخطيرة للسلطات بانتهاج "سياسة عنصرية" ضد منطقة القبائل. وقال رئيس مجمع "سيفيتال" في حوار مع الصحيفة الفرنسية "لوموند" مستدركا للتداعيات التي أحدثتها تصريحاته أنه "لا دخل له في الشأن السياسي ولا الجدل حول العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة ولا قضية الجهوية تجاه المنحدرين من ولايات القبائل الكبرى". وخلّفت الخرجات الإعلامية الأخيرة لربراب عبر الصحافة الفرنسية حالة استياء ليس فقط لدى الدولة والطبقة السياسية بل امتدت إلى وسطه العائلي، حيث سارع نجلاه إلى التبرأ مما صدر على لسان رجل الأعمال وفتح قنوات اتصال مع الحكومة لاحتواء "زلات الوالد" وإنقاذ المجمع الاقتصادي من انهيار وشيك. وعاد يسعد ربراب في حواره إلى محاولات توسيع "إمبراطوريته الإعلامية"، مبررا أن "قرار شراء مجمع "الخبر" جاء باقتراح من قبل ملاكه ومساهميه الذين عرضوا عليه فكرة التخلي عن أسهمهم بسبب مشاكل مالية تعترض "الخبر" فما كان عليه سوى النزول عند رغبتهم". وذكر المتحدث أن "الصفقة تمت في الشفافية الكاملة وفي إطار القانون"، متسائلا عن "خلفيات مساعي وزير الاتصال حميد ڤرين، الذي رفع دعوى في القضاء الاستعجالي لإبطال الصفقة". وأشار ربراب إلى أنه "بعد إتمام الصفقة وتسجيلها في النشرية الرسمية للإعلانات القانونية على مستوى المركز الوطني للسجل التجاري تفاجأ بدعوى الوزارة التي استندت إلى المادة 25 من القانون العضوي للإعلام التي تتحدث عن عدم أحقية شخصية معنوية امتلاك أكثر من عنوان صحافي واحد". ورافع رجل الأعمال المثير للجدل عن "إنجازات" مجمّع "سيفيتال" دون أن يشير إلى المحطات التي دعّمته فيها الدولة والتي بفضلها وصل المجمع إلى مقام المؤسسات العالمية. وتحدث عن عراقيل تواجه الكثير من مشاريعه في الجزائر لكنه لم يرجعها إلى "جهوية" النظام الحاكم مثلما سبق أن صرح به لقناة "بير تي في" الفرنسية، لكن إصرار الصحافي الفرنسي على تذكيره بأنه قال إنّ "الحكومة تنتقم مني لأنني ابن منطقة القبائل" رد ربراب أن "قضية الجهوية في الحقيقة غير صحيحة لأن مدير ديوان الرئاسة من منطقة القبائل هذا على الصعيد الرسمي، وفي عالم الأعمال يوجد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات المنحدر بدوره من نفس المنطقة، فتعطل مشاريعي ليس قضية جهوية بل قضية خضوع أم لا، فأنا رجل حر ومستقل السلطة ترفض الرجال المستقلين والأحرار". ونفى يسعد ربراب، أي علاقة له بالجدل حول العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة قائلا "لم أتدخل أبدا في قضية العهدة الرابعة لأن انشغاله الأساسي هو التطور الاقتصادي للجزائر". وكان ربراب قد وصف في تصريحات صادمة عبر قناة "بير تي في" الفرنسية المشاكل التي تواجهها مشاريعه بأنها "صراع سياسي، فهم لا يريدون رؤية شخص من منطقة القبائل مستثمرا ناجحا، فلو لم أكن من هذه المنطقة لما وضعوا في طريقي كل هذه العراقيل. هؤلاء يعرفون أنني غيور على استقلاليتي، فأنا إلكترون حر أقول ما لا يعجبني، وهذا لا يرضيهم طبعا". وكان لهذه التصريحات وقعها على المشهد العام في الجزائر، حيث اتهمه مدير ديوان الرئاسة من موقعه كأمين عام للتجمع الوطني الديمقراطي بأنه بصدد "تسييس" نزاعاته التجارية والاقتصادية المعروضة على العدالة، فيما تحركت العائلة لإيجاد مخرج لاحتواء "زلات لسان الوالد" من خلال الاتصال بجهات نافذة في الحكومة للتوضيح أن "سيفيتال مجموعة اقتصادية وليست حزبا سياسيا يمارس المعارضة الفولكلورية".