"سيفيتال مجمع اقتصادي وليس حزبا سياسيا يمثل المعارضة" أسرّت مصادر عليمة أن عائلة ربراب وخاصة أبنائه الذين يديرون مشاريعه ضمن المجموعة الاقتصادية "سيفيتال" التي يملكها، أبدوا "انزعاجا" من طريقة تعامله مع الحكومة. وذكرت المصادر أن "اجتماعا عائليا طارئا تم عقده لتدارس تداعيات القبضة الحديدية بين رجل الأعمال والسلطة والتي تفجّرت في أعقاب شرائه مجمع "الخبر" وتفرّغه لإطلاق تصريحات "سياسية" واتهامات خطيرة تجندت لنقلها وسائل إعلام محلية وأخرى فرنسية دخلت على الخط في هجومها على الجزائر لنصرة ما قالت إنه "نموذج النجاح للمستثمر القبائلي". ونقلت مصادر واكبت أطوار الاجتماع أن ابني ربراب وهما "مليك" و«عمر"، انتقدا "النهج" الذي اختاره والدهما ضد السلطات العمومية بشكل قد تكون له عواقب جسيمة على المجمع الاقتصادي "سيفيتال" قد تنتهي بانهياره، بعدما انخرط "ربراب في تبني خطاب سياسي معارض لمواجهة تعقيدات قانونية وتجارية تواجهها مجموعته الاقتصادية المتخصصة في الصناعات الغذائية وفروع صناعية أخرى". وبالموازاة فتح نجلا ربراب قنوات اتصال مع الحكومة في مسعى لشرح طبيعة المشاكل والنزاعات التي تعترض استثمارات رجل الأعمال والتي دخل بعضها أروقة المحاكم. وجاءت خطوة التواصل مع ممثلي السلطات لتدارك "هفوات" تصريحاته والتبرؤ منها على اعتبار أن "المجمع يعد قطبا اقتصاديا وليس حزبا سياسيا حتى يصفي حسابات سياسية مع النظام". وكثّف ربراب في الآونة الأخيرة "هجوماته على السلطات واتهامها "بعرقلة مشاريعه بسبب انحداره من منطقة القبائل" وهو خطاب يحمل في طياته نبرة جهوية، تضاف إلى الملف الذي تلعب على وتره صحافة باريس للتدخل في الشأن الجزائري. وفي خضم حملة إعلامية فرنسية موجهة للإساءة إلى الجزائر ومحاولة إثارة قضية "الانفصاليين" في حركة الماك التي تنشط برعاية فرنسية رسمية، أطل ربراب عبر عدّة فضائيات وصحف باريسية بما فيها وكالة الأنباء الفرنسية للحديث عن "قضاياه ضد السلطة". ولم يتوان ربراب عن وصف الوضع الذي أوجد نفسه فيه، بأنه" صراع سياسي"، مضيفا أن "ممثلي السلطات حاليا لا يريدون رؤية شخص من منطقة القبائل مستثمرا ناجحا، فلو لم أكن من هذا المنطقة لما وضعوا في طريقي كل هذه العراقيل". ويرى هذا المستثمر الذي استفاد من امتيازات تفضيلية منذ تركه مهنة المحاسب بإحدى الشركات العمومية إلى أن وصل لدرجة أكبر رجل أعمال في الجزائر، أن "هؤلاء(الرسميون في الحكومة) يعرفون أنني غيور على استقلاليتي، فأنا حر أقول ما لا يعجبني، وهذا لا يرضيهم طبعا".جدير بالذكر، أن يسعد ربراب، الذي يصنف من أغنى أغنياء إفريقيا، حسب مجلة "فوربس"، قد تلّقى العام الماضي اتهامات من وزير الصناعة، عبد السلام بوشوارب، بعقد "صفقات مشبوهة وخدمة مصالح أجنبية"، وهو ما رّد عليه ربراب ب«استهداف السلطة له وبحثها عن زجه في السجن لتحطيمه وتحطيم كل المشاريع الاستثمارية له في الجزائر وخارجها". ويرى مراقبون أن نبرة ربراب في التعاطي مع الجهات الحكومية قد تغيرت منذ أن أقدم رئيس الجمهورية على إحداث تغييرات جوهرية في جهاز "الدياراس" بشكل عزّز حديث عن تخندقه لصالح فئة من الجنرالات وصل وقت تغييرها عملا بدورة الحياة. ومنذ ذلك الحين، أصبح رئيس مجموعة "سيفيتال" يتبنى خطابا سياسيا أقرب منه لأطروحات الانفصاليين في منطقة القبائل لغاية في نفس ربراب. وكان مدير ديوان رئيس الجمهورية أحمد أويحي قد فضح من موقعه أمينا عاما للأرندي "تسييس ربراب لقضية شرائه مجمع الخبر من خلال تصريحات نادى فيها بسقوط النظام".