يرى محللون إسرائيليون أن اختيار رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، لتولّي منصب وزير الدفاع، في حال تم ذلك، يأتي كأمر واقع، تماشيًا مع حالة التطرف التي تنتاب المجتمع والجيش الإسرائيلي، وبالتالي فإن معارضي تعيينه لا يدركون هذه الحقيقة، ولم يكن عليهم إحداث هذه الضجة، أو التعامل بعنصرية مع ليبرمان. ويقدر المحللون أن الهجوم السياسي والشخصي غير المسبوق على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وعلى ليبرمان، والذي بلغ ذروته بالوصف الذي أطلقه أيهود باراك، رئيس الحكومة ووزير الدفاع الأسبق، حين أشار إلى أن "الفاشية بصدد حكم إسرائيل"، إنما يدل على الحالة الشخصية لهؤلاء المعارضين، أكثر من كونه تعبيرًا عن فهمهم للسياسة الداخلية السائدة في دولة إسرائيل، لأن السياسة السائدة تعني أن ليبرمان هو الشخص المناسب. ويرى هؤلاء أن تعيين ليبرمان وزيرًا للدفاع سيتناسب تمامًا مع حالة التطرف والعنف والعنصرية التي تملكت المجتمع، وتلقي بظلالها على وضع الجيش، كما يدل على أن المعسكر المعتدل في إسرائيل لن يكون في اليسار، ولكنه على أفضل الأحوال سيكون في يمين وسط الخارطة السياسية. وبحسب موقع "ديبكا" الإسرائيلي، بدأ تيار يميني يقود الجناح المعتدل، أي أن الاعتدال سيكون على مقياس اليمين، فيما كتبت التطورات الأخيرة كلمة النهاية لليسار، منوها أن معارضي نتنياهو – ليبرمان، لا يرغبون في فهم أن قطاعًا كبيرًا من الإسرائيليين سأم اليسار والمعارضة، والمضامين الخاوية التي يتحدثون عنها، ووسائل الإعلام التي تمثلهم وتعكس مواقفهم. وتابع أن الأخبار اليومية التي تسوقها وسائل الإعلام تعكس ما آل إليه المجتمع الإسرائيلي، وأن هذا المجتمع أصبح غارقا في الإجرام وعائلات الجريمة المنظمة، والمحتالين والمغتصبين، ولا سيما مغتصبي الأطفال، أو من يقومون باختطاف الرضع، وإلى جوارهم سلسلة من المحامين الذين تضخم وسائل الإعلام أخبارهم. وأردف أن رئيس الحكومة نتنياهو ربما كان محقا حين أراد أن يحدث توازنًا ويحافظ على درجة من الاعتدال "من وجهة نظر يمينية" على وضع الجيش، وعلى قطاع كبير من المواطنين الذين سئموا السياسيين الذين يرتدون ثوب القديسين. وادعى أن هناك نوعًا من العنصرية والنفاق في تصريحات معارضي تعيين ليبرمان، فالخطوات السياسية الأخيرة تدل على أن طبقة المهاجرين الروس الذين دخلوا مضمار السياسة الإسرائيلية منتصف سنوات التسعينات من القرن الماضي، وصلوا أخيرًا إلى سدة الحكم بعد 20 عامًا، وبدأوا يتولون مناصب عليا في منظومة السلطة الإسرائيلية. وأشار إلى أن وصفهم بالفاشيين أو استخدام اسم الراهب الروسي "راسبوتين" لوصف عضو الكنيست ذيئيف إلكين "الليكود"، الذي ينحدر من أصول سوفييتية وهاجر إلى إسرائيل عام 1990، إنما يدل على فقدان الحكمة والافتقار إلى المسؤولية. وبحسب الموقع، فإن كابوس معارضة نتنياهو – ليبرمان هو أن يجلس عاهل السعودية الملك سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان، حال تم تعيينه، على منصة واحدة للتوقيع على اتفاق تعاون عربي – إسرائيلي، رغم أن هذا الأمر ليس بعيدًا.