تحول تسريب بعض مواضيع امتحان البكالوريا، والفضيحة التي انجرت عنه، وقرار الحكومة بإعادة جزئية لهذا الامتحان، إلى حلبة صراع أيديولوجي بين أنصار بن غبريت وخصومها، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى مؤخرا، الأمر الذي دفع ببعض الأحزاب الإسلامية إلى الرد عليه بخطاب أيديولوجي لم تعهده الساحة السياسية منذ مدة. ردت الأحزاب الإسلامية على التصريحات التي أطلقها أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، الذي اعتبر أن المطالبة برحيل وزيرة التربية نورية بن غبريت "نزوات أيديولوجية"، حيث قال عبد الرزاق مقري إن "بعض اللائيكيين عندنا لديهم مشكل على مستوى النزاهة والأخلاق"، موضحا في مقال له معنون ب«لائكيونا وبن غبريت"، اعتبر فيه أن "بعض اللائيكيين عندنا لديهم مشكل على مستوى النزاهة والأخلاق"، ليذهب إلى أبعد من ذلك ويقول "بل قد يكون لديهم مشكل على مستوى قيمة الوطنية"، وبرر مقري طرحه هذا أنه "حينما يتعلق الأمر بواحد منهم كل الذي يقوم به جيد"، حيث إن "كل التصرفات المدانة التي يدينونها في شخصية سياسية من غيرهم ليست كذلك إذا قام بها وزير أو مسؤول سياسي من حلفائهم الأيديولوجيين"، ويضيف "حتى ولو كانت الرداءة والانحرافات التي يقوم بها أولئك الحلفاء مضرة بالملايين من الجزائريين وببلد بكامله". وبأكثر وضوح قال مقري "إنها الحالة التي يمثلها موقفهم من فضيحة البكالوريا الأخيرة والمساندة المطلقة التي قدموها لبن غبريت"، معتقدا أنه "لا يتعلق الأمر بالنسبة إليهم بمعارضة وسلطة كما تريدها المعايير الديمقراطية"، بل -حسبه- "لا يتعلق الأمر حتى بالنظام السياسي". إن الأمر -حسب مقري- يتعلق ب«الأيديولوجية، بسلطة الأيديولوجية، بالمصالح والمتع التي تأتي بها الأيديولوجية". ويرى مقري أن "خسارة بن غبريت هي خسارة لزمرهم الأيديولوجية". من جهة أخرى، اعتبر النائب والقيادي في حزب النهضة، يوسف خبابة، أن بعض رؤساء الأحزاب أصبحوا يمارسون "حرفة المحامي بدون تفويض"، منتقدا تعليق أحزاب الموالاة ل«إفلاس الحكومة" على شماعة المعارضة، فعوض التطرق إلى أسباب الفشل في تأمين امتحانات البكالوريا صب أويحيى -حسبه- جام غضبه على الإسلاميين الذين طالبوا بالتحقيق وتقديم المسؤولين للعدالة، ومطالبة الوزيرة بالاستقالة من منطلق اللباقة والأخلاق السياسية التي تقتضي -يضيف- تنحي وزير فشل في إدارة قطاعه. وفيما يتعلق بوزيرة التربية، يرى القيادي خبابة أن "هناك أطراف تريد أن تستغل هذا الوضع لإلصاق التهمة بإطارات معارضة لتوجه بن غبريت"، الذي وصفه ب«المستفز لمشاعر الجزائريين"، على أنهم هم من تسبب في تسريب الامتحانات دون انتظار حكم العدالة في الموضوع، مشيرا إلى أن إظهار بن غبريت في ثوب الضحية "يراد له استعطاف البعض لتبرير أي حماقة قد ترتكبها ضد الإطارات المتشبعة بقيم نوفمبر وهوية المجتمع الجزائري"، متهما الوزير بأنها "تريد أن تعبث بها".