تخلف الطوابير الممتدة لمئات الأمتار أمام مراكز البريد بولاية المدية يوميا جرحى في صفوف المواطنين بفعل التدافع والشجار الذي يذهب ضحيته يوميا عشرات الأشخاص أغلبهم من العجزة والنساء جراء الأزمة الخانقة في السيولة المالية التي تعرفها الولاية. واتهم المواطنون موظفي مراكز البريد باستعمال المحسوبية والمعارف في صرف الرواتب بحيث صرح بعضهم بأن موظفي البريد يصرفون يوميا ما يقارب 100صك بريدي لأناس لا يحضرون إلى هذه المراكز ولا يقفون في الطوابير الممتدة لساعات، الأمر الذي يجعل أغلب المواطنين المتدافعين في هذه الطوابير يفاجأون بنفاد الأموال بعد ساعة من فتح هذه المراكز بسبب صرفها لمعارفهم. واعترفت إحدى الموظفات بالمركز البريدي بدائرة قصر البخاري بأنها تتلقى يوميا 60 صكا بريديا من دائرة معارفها ومعارف المسؤولين. فيما صرخ موظفون بأنهم يضطرون إلى إغلاق هواتفهم النقالة هروبا من عدد الاتصالات الكبيرة بغية سحب الرواتب، من ناحية أخرى اشتكى موظفو المراكز البريدية بالولاية من الضغط الكبير الذي يعيشونه في تعاملهم اليومي مع المواطنين الغاضبين، بحيث أدى ذلك إلى حدوث أخطاء فادحة في صرف المبالغ المالية حيث صرحت إحدى الموظفات ل''البلاد'' بأنها اضطرت إلى التسول من زملائها في العمل لتحمل مبلغ قدره 25 ألف دينار المخصوم من راتبها الشهري بعد اقترافها خطأ في صرف صكين بريديين في مدة قصيرة لم تتعد الشهر الواحد، كون النظام الداخلي لمراكز البريد يلزم موظفيه بتحمل تبعات الأخطاء التي تقع بخصم المبالغ المفقودة من مرتباتهم. وهروبا من هذه المظاهر التي أصبحت تشكل يوميات السكان يلجأ قسم كبير من سكان ولاية المدية للسفر إلى ولايات مجاورة وعلى رأسها ولاية البليدة حتى يتمكنوا من سحب مرتباتهم وإجراء معاملاتهم المالية وهو ما أصبح يخلق أزمة نقل حادة نهاية كل أسبوع على مستوى محطة النقل البري بولاية البليدة جراء التنقل الكثيف لمواطني المدية إلى هذه الولاية، وهي مرشحة للتفاقم أكثر مع استئناف طلبة الجامعة الدراسة بداية من الأسبوع المقبل. وطالب المواطنون بضرورة تدخل السلطات العليا للبلاد لحلحلة هذه الأزمة التي طال أمدها دون مبرر مقنع.