تواجه المراكز البريدية بولاية الشلف، منذ العشر الأواخر لشهر رمضان إلى يومنا هذا، عجزا كبيرا في دفع رواتب الموظفين، وصل إلى حد غلق بعض الشبابيك تماما، الأمر الذي أثار احتجاجات وغضبا من طرف الزبائن من الأجراء وذوي المنح الدراسية والمتقاعدين والموظفين البسطاء، بينما وجد أعوان البريد أنفسهم في مواجهة مع المواطنين الذين يطالبون بالسحب من أرصدتهم، دون أن تتمكن مكاتب البريد من تلبية طلباتهم بسبب عدم توفر السيولة، ما أجبر العديد من المواطنين على التنقل من مركز إلى آخر، بحثا عن مركز يتوفر على السيولة، وصل إلى حد الانتقال إلى الولايات الأخرى من أجل سحب أموالهم. لا تزال الى حد الآن معظم مراكز بريد الشلف، على غرار نظيراتها بالولايات الأخرى خلال الأيام الجارية، في كل من بلديات تنس، بني حواء، بوزغاية، أولاد فارس، الشطية، إضافة إلى بعض البلديات الغربية كالمرسى، القلتة وأولاد بوغلاليم، تعيش ضغوطا كبيرة وعلى وقع فوضى وشجارات بصفة يومية بين الزبائن المقبلين على سحب المرتبات الشهرية والأموال المخزنة للاحتياط، جراء الحركية والاكتظاظ الكبير ونقص السيولة النقدية، وسط استياء كبير وتزاحم الزبائن في طوابير طويلة وعريضة منذ الصباح الباكر وإلى غاية نهاية الدوام، في ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، التعطلات المتكررة لآلات السحب المزودة بنظام المعلوماتية، والتوقف عن العمل لساعات مطوّلة. يومية ''الحوار '' وقفت على المشكل وكانت حاضرة في بعض مراكز البريد والمواصلات،ونقلت معاناة المواطنين مع الطوابير الطويلة بالمكاتب وأجهزة التوزيع الآلي حيث اشتكوا نقص السيولة النقدية. حركية كبيرة وتأهب في صفوف العمال يقابله شتم وسخط كبير للمواطنين في الوقت الذي سجل عزوف المواطنين عن استخدام آلات السحب الإلكترونية المتواجدة سواء داخل المراكز البريدية أو خارجها، والتي تفاجئ المواطن دوما بتعطلها وتوقفها المفاجئ، تبقى طلبات الزبائن تجاه مصالح البريد متواصلة. ولم تتوقف الوضعية الحرجة التي يمر بها المواطنون القاصدون لمختلف مراكز البريد عند هذا الحد، بل تعدّت الشجارات لتطال الزبائن فيما بينهم، انطلاقا من الملاسنات والمناوشات الكلامية، لتصل إلى حد الضرب والجرح وخلق فوضى عارمة داخل قاعات الانتظار، جراء الاكتظاظ الكبير ونقص السيولة، وما زاد الطين بلة هو انقطاع التيار الكهربائي وشبكة البريد المزودة بنظام المعلوماتية، في الوقت الذي سجل عزوف المواطنين عن استخدام آلات السحب الإلكترونية. ومن خلال الاستطلاع الذي أجريناه مع بعض زبائن البريد، أعربوا عن تذمرهم الشديد بسبب الطابور الطويل داخل المكاتب وأجهزة التوزيع الآلي واشتكوا من الانتظار الذي اعتبروه مضياعة للوقت وهدرا لصحتهم وقضاء أشغالهم، وقد وصلت طوابير المواطنين إلى الأبواب الخارجية للمراكز، وأشاروا إلى أنهم وعند التوجه إلى الأجهزة الآلية قصد السحب يلقاهم نفس المشكل حيث تتزاحم مجموعات من المواطنين بالقرب من الجهاز، يحدث هذا أمام زيادة كبيرة في الإقبال: وطالب زبائن بريد الجزائر الجهات الوصية بالتدخل العاجل من أجل إيجاد حل للوضعية المزرية التي يعيشونها، خاصة أنها دفعت بهم إلى رحلة البحث عن الأموال من مركز إلى آخر، إضافة إلى حاجتهم الماسة للأموال لتغطية مصاريفهم، ومن جهة أخرى فإن عمال البريد يهدئون من غضب الزبائن على حساب أنفسهم، ومجندون لخدمة زبائنهم، حيث يقومون بتهدئة المواطنين وحثهم على تنظيم أنفسهم قصد تسهيل العملية لكلا الطرفين. من جهتنا حاولت ''الحوار'' الاتصال بمدير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بالولاية للحصول على توضيحات أكثر للموضوع، غير أننا لم نتمكن من ذلك.