كانت شبكة "لينكد إن" مجرد فكرة في عقل رجل يقطن في شقة صغيرة بالولايات المتحدة، عندما قرر إخراج الفكرة إلى العلن في العام 2002، لتتحول خلال 14 عاماً فقط الى امبراطورية عملاقة تبلغ قيمتها 26.2 مليار دولار، في مؤشر مهم على سرعة النمو الذي تحققه شركات التكنولوجيا وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي التي باتت تتصدر النشاط على الإنترنت، وتستحوذ على أعلى الايرادات المالية من الإعلانات. ونفذت شركة "مايكروسوفت" الأميركية أكبر عملية استحواذ في تاريخها، حيث اشترت شركة "لينكد إن" مقابل 26.2 مليار دولار أميركي، في واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ التي تشهدها "وول ستريت"، وفي واحد من أهم التحولات التي تشهدها شركة "مايكروسوفت" العملاقة، حيث بهذا الاستحواذ ستدخل إلى عالم شبكات التواصل الاجتماعي، وتصبح في منافسة مع كل من "فيسبوك" و"تويتر" وغيرهما. وقالت جريدة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها أن هوفمان صاحب فكرة الموقع كان رائداً في مجال شبكات التواصل قبل أن ينضم الى "باي بال"، كما أنه سبق أقرانه في هذا المجال، حيث كان قد أسس في أواخر التسعينيات واحدة من أوائل شبكات التواصل الاجتماعي، وهي شبكة (SocialNet) التي أتاحت للمستخدمين من مختلف أنحاء العالم أن يلتقوا مع بعضهم البعض ولكن بأسمائهم المستعارة. وبحسب "الغارديان" فإن هوفمان تمكن من تطوير فكرته خلال سنوات، من شبكة تواصل اجتماعي عامة، الى شبكة تواصل اجتماعي مهنية (بروفيشينال) تتيح لمستخدميها الاستفادة في المجالات المهنية، وتشكل إضافة لأسواق العمل في مختلف أنحاء العالم، وسرعان ما رأت هذه الفكرة النور في العام 2003، وفي العام 2016 أصبح ثمن تلك الفكرة 26.2 مليار دولار أميركي. يشار إلى أن شبكة "لينكد إن" هي شبكة تواصل اجتماعي فريدة من نوعها، حيث إنها تتيح تبادل الخبرات والمهارات، ويمكن من خلالها لكل شخص أن يعرض مهاراته وإمكاناته ليسهل على أصحاب الشركات والوظائف الوصول إليه، فيما يحصل الكثير من المستخدمين بشكل يومي على فرص عمل جديدة من خلال هذه الشبكة، فضلاً عن أنها تتيح تبادل المهارات والخبرات والاستشارات. وتضم شبكة "لينكد إن" حالياً أكثر من 433 مليون مستخدم من مختلف أنحاء العالم، على أن "مايكروسوفت" ستدفع 196 دولاراً مقابل كل سهم في الشركة المدرجة في "وول ستريت"، وبمبلغ إجمالي 26.2 مليار دولار.