تمر سنة 2010 وتمر معها العشرية الأولى من الألفية الثانية، والعشرية الثانية من مسيرة مكافحة الإرهاب في الجزائر.. فمن الجماعة الدموية المسلحة ''الجيا'' إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وصولا إلى القاعدة في المغرب الإسلامي سنة .2007 تسميات تغيرت لكنها اشتركت في رسم سيناريوهات وصور الدمار والموت الذي صنعته بدماء الأبرياء عشرية شهدت خلالها الجزائر تراجعا هائلا في عدد العناصر الإرهابية. فأغلبهم إما سلموا أنفسهم استجابة لنداء الوئام المتبوع بميثاق المصالحة الوطنية الذي وضع الجزائر على عتبة مرحلة جديدة صارت التنمية أولويتها بعد عودة الأمن.. تلك المصالحة التي كان لها أثرها البالغ حتى على العناصر القيادية في التنظيمات الإرهابية، ولعل أبرز ذلك الأثر كان إعلان أمير الجماعة السلفية حسان حطاب المكنى ''أبو حمزة''، تسليم نفسه ودخوله في إطار المصالحة، بعد أن منح الخيار الحر لكل العناصر المسلحة بالبقاء أو العودة لأحضان المجتمع والاستفادة من اليد الممدودة لهم. وشكلت سنة 2007 منعرجا مهما في مسيرة مكافحة الإرهاب، خصوصا بعد أن أعلن الأمير الجديد للتنظيم الإرهابي عبد المالك دروكدال المكنى مصعب عبد الودود انضمامه إلى ''قاعدة'' أسامة بن لادن، وانتهاج أسلوب العمليات الانتحارية سواء بتفخيخ السيارات أو الأحزمة الناسفة في الاعتداءات الإرهابية على الأهداف المدنية والأمنية في الجزائر، ما وضع الأجهزة الأمنية أمام تحد جديد استطاعت بجدارة تجاوزه والتغلب عليه، بدليل فشل عناصر التنظيم في الوصول إلى أهداف أخرى غير تلك التي استهدفوها على حين غرة سنة .2007 ولعل المفعول الواضح والشرخ الكبير الذي أحدثته المقاربة السياسية من خلال ميثاق المصالحة أو المقاربة الأمنية الناجعة، في تفريغ الوعاء البشري للجماعات الإرهابية الدموية، جعلها تحاول استغلال أحداث دولية على غرار غزو العراق، لمحاولة استعطاف بعض الشباب المغرر بهم لنشر الأفكار المتطرفة بينهم، وهو ما تحدث عنه عدد من التائبين ممن سلموا أنفسهم للأجهزة الأمنية بعد أن اكتشفوا أنه تم التغرير بهم من قبل فئات ضالة، حيث كشفوا أنه جرى توريطهم في عمليات إرهابية بعد أن تم إيهامهم بالتكفل بأخذهم إلى العراق ليجدوا أنفسهم وسط جماعات إرهابية تستهدف أمن الأبرياء ومقدرات الجزائر. حصيلة أمنية مشجعة.. من جهة أخرى، تمكنت قوات الأمن المشتركة من تحقيق عمليات نوعية في إطار مكافحة الإرهاب تم خلالها القضاء على أكثر من 300 إرهابي، بينهم أكثر من 50 أميرا أغلبهم من قدامى التنظيم الإرهابي''الجيا''، وكان أبرزهم الإرهابي نبيل صحراوي أمير السلفية الذي قضت عليه قوات الأمن سنة ,2004 تبعه التخلص سنة 2007 من الإرهابي سعداوي عبد الحميد المكنى يحيى أبو الهيثم أمير كتيبة الأنصار، وكذا الإرهابي حارك زهير المكنى سفيان فصيلة أبو حيدرة أمير منطقة الوسط، وخبير المتفجرات في السلفية الإرهابي صهيب أمير كتيبة الفاروق سمير سعيود المكنى مصعب أبو عبد الله أمير منسق تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، والإرهابي (ش رابح) المكنى زكريا الأمير المكلف بالاختطافات بمنطقة القبائل، إضافة إلى الأمير المكلف بالتنسيق والتزويد بالأسلحة والذخيرة.. وغيرهم من قادة التنظيم الإرهابي الذين نجحت قوات الأمن من الوصول إليهم والقضاء على بعضهم.. 254 تائبا بينهم 4 أمراء سلموا أنفسهم خلال 10 سنوات 253 هو عدد العناصر الإرهابية المسلحة الذين سلموا أنفسهم خلال عشرية كاملة، بينهم 4 أمراء كانوا يمثلون رأس القيادة في السلفية وهم التائب حسان حطاب المكنى أبو حمزة أمير ومؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي سلم نفسه في يوم 22 سبتمبر 2007 بعد أن التحق بالجماعات المسلحة في سنة 1994 والتائب الخياط أمير سرية بومرداس سلم نفسه في 12 أوت 2007 بعد أن قضى 14 سنة في التنظيم الإرهابي والتائب الثالث مصعب أبو داوود واسمه الحقيقي عبد القادر بن مسعود أمير المنطقة التاسعة لتنظيم السلفية سلم نفسه في أوت 2007 وأخيرا أمير كتيبة الأنصار بن تواتي علي المكنى أمين الذي سلم نفسه في شهر فيفري ,2009 فهذه الحصيلة كانت كالصاعقة على التنظيم الإرهابي خاصة ما تعلق بالعناصر القيادية في التنظيم الإرهابي .