تداول فيديوهات تظهر جوانب من الكارثة التي تجتاح مناطق مختلفة يكافح رجال الإطفاء من أجل السيطرة على حرائق غابات ضخمة تشهدها غابات العديد من الولايات، حيث التهمت آلاف الهكتارات من الثروة النباتية مع هلاك آلاف أخرى من رؤوس الثروة الحيوانية النادرة. واستقبلت المستشفيات والهياكل الصحية عشرات الحالات جراء إصابات بحروق متفاوتة الخطورة واختناقات وصدمات نفسية بفعل مشاهد الرعب التي خلفتها ألسنة اللهب. ويعتقد أن العامل البشري كان وراء نشوب أغلب تلك الحرائق، وانتشرت العديد من الفيديوهات التي تظهر جوانب من الكارثة الطبيعية التي تجتاح مناطق مختلفة. وخلفت الحرائق المهولة وكثافة الدخان المنبعثة التي غطت الجبال المحيطة بمدينتي الثنية وتيجلابين شرق بومرداس التي نشبت ليلة الجمعة وتواصلت إلى غاية صباح اليوم السبت ذهولا وخوفا كبيرا في أوساط السكان. ودفعت هذه الحرائق حسب شهادة عدد من السكان بالعديد من العائلات سواء بالمناطق المتضررة أو تلك المجاورة لها إلى مغادرة منازلهم بشكل سريع تاركين وراءهم كل شئ خوفا على حياتهم. كما كانت الحرارة الشديدة الناجمة عن كثافة الحرائق استنادا إلى شهادة عدد آخر من السكان سببا آخر لعدد من العائلات لترك والهروب من منازلهم التي تحولت حسب شهاداتهم إلى جحيم لا يطاق بحثا عن نوع من الهواء البارد في أماكن مختلفة من شوارع المدينة، حيث قضوا ليلتهم. وأكد عمر. ب، رب عائلة من سكان وسط مدينة الثنية في هذا الصدد أن عيناه لم تصدق ما شهدته ليلة أمس في سابقة أولى من نوعها نظرا لهول الحرائق وحجم وكثافة الدخان المنبعث في السماء مشكلا سحبا داكنة تثير الرعب في النفوس. "فضلت أنا وعائلي- يضيف السيد عمر- الخروج والهروب إلى الشوارع المحيطة خوفا على حياة أولادي وعائلي من النيران أن تصل إلى منزلنا، خاصة وأنها كانت تتنقل من مكان لآخر بسرعة جراء الرياح الكبيرة التي كانت تصاحبها".ولم يعد غالبية السكان الذين غادروا ديارهم إلا بعد إخماد كل النيران في حدود الساعة السابعة من صباح اليوم وبداية الانخفاض في درجة الحرارة المرتفعة حسب شهادة عدد آخر من العائلات. من جهة أخرى، أكد رئيس بلدية تيجلابين إبراهيم جيار أنه لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية معتبرة جراء الحرائق التي أتت على 35 هكتارا من الأحراش والأدغال والأشجار على مستوى منطقة أهل الواد ودوار أولاد علي بضواحي البلدية. كما أكد أنه لم تسجل أي خسائر في السكنات اللهم إلا تعرض سكن جاهز (شالي) واحد بمنطقة بني فودة 2 بضواحي تيجلابين للاحتراق دون تعرض العائلة التي تقطنه لإصابات تذكر. كما أكد رئيس بلدية الثنية أحمد باندو عدم حدوث أي خسائر بشرية جراء الحرائق المهولة التي أتت على نحو 45 هكتارا من الأحراش والأدغال والأشجار المختلفة على مستوى عدد من القرى والمداشر المحيطة بمدينة الثنية. واستقبل مستشفي الثنية ببومرداس ما لا يقل عن 30 شخصا أصيبوا بحالات اختناق جراء الدخان الكثيف المنبعث من الحرائق التي نشبت أمس الجمعة إلى السبت بثلاث بلديات ببومرداس، حسب مدير المؤسسة العمومية الاستشفائية للثنية. وأوضح موسي زغدودي أن جزءا كبيرا من الأشخاص الذين تعرضوا للاختناق تنقلوا إلى المستشفى بوسائلهم الخاصة وجزء آخر نقلوا عن طريق سيارات الإسعاف وغادروا المستشفى كلهم بعد تلقيهم العلاج الضروري. وساهم المخطط الاستعجالي الذي تم وضعه بالمستشفي تحسبا لعطلة العيد المتبوعة بعطلة نهاية الأسبوع، يضيف السيد زغدودي في التكفل الكلي والجيد وبشكل سريع بكل الأشخاص الذين تعرضوا للاختناقات بعين المكان وعدم نقل أو تحويل أي أحد منهم إلى جهات إستشفائية أخرى. من جهة أخرى وفيما تعلق بانقطاعات الكهرباء التي صاحبت اندلاع الحرائق واستمرت الى غاية إخمادها، ذكر مصدر من مؤسسة توزيع الكهرباء بالولاية أن المصالح المعنية سارعت في عملية إصلاح الأعطاب التي حدثت في شبكة التوزيع وتم الانتهاء منها وإعادة الكهرباء للزبائن في الساعات الأولى من نهار اليوم. يذكر أن مصالح الحماية التي لقيت صعوبات كبيرة للتدخل وإخماد الحرائق سخرت نحو 100 عون من مختلف وحدات الولاية وبتدعيم من الوحدة الرئيسية من الحميز بالجزائر العاصمة. وسخرت كذلك ما لا يقل عن 20 شاحنة إطفاء وعدد معتبر من سيارات الإسعاف والاتصال وغيرها من وسائل وعتاد الإطفاء. وسجلت ولايات الشرق على غرارعنابة وڤالمة وسوق أهراس وميلة وجيجل وسكيكدة وخنشلة اندلاع عشرات الحرائق أتلفت آلاف الهكتارات من أشجار الغابات والثروة الحيوانية. وتواجه مصالح مديرية الغابات صعوبات كبيرة في عمليات التدخل التي اقتصرت على الحد من الأضرار بسبب نقص إمكانيات التنقل والوسائل الإطفاء الفعالة.