خرج الدولي الفرنسي كريم بنزيمة عن صمته، بعد خسارة "الديوك" للقب القاري، أمام البرتغال، في النهائي، الذي جمع الطرفين، مساء أمس الأحد، على أرضية ملعب " دوفرانس". وعبر بنزيمة عن حزنه الشديد لعدم تمكن رفاقه من الصعود إلى منصة التتويجات، بعد المجهودات الكبيرة، التي بذلتها المجموعة للوصول إلى النهائي. ويأتي غياب بنزيما عن "يورو2016′′، بسبب تورطه في قضية الابتزاز الجنسي، رفقة زميله ماثيو فالبوينا، حيث قرر مدرب فرنسا إبعاده عن المنافسة الرسمية، واللقاءات الودية. واعتبر مناصرو رفاق بوغبا، أن استبعاد بنزيما أثر بشكل كبير في أداء أصحاب الأرض والجمهور، في مجموعة من المباريات بكأس أمم أوربا. وجاء في تقرير لموقع أورو سبورت عربية أن فرنسا خسرت اليورو، وخسر ديشان الرهان على جيرو، وفي الوقت الذي لمع فيه بايت وغريزمان ظهرت الحاجة لمهاجم من طراز كريم بنزيما. لم يستدعِ ديشان المهاجم كريم بنزيما إلى منتخب فرنسا، وخرجت الأصوات سياسية ورياضية برائحة العنصرية تُطالبه باللعب للمنتخب الجزائري، حُرّفت تصريحاته في خدمة خيار المدرب غير المبرر، وصُنّف بنزيما خارجاً عن القانون من دون أن يُحاكم، أسقط ديشان حُكمه على كريم وأسقط الحق حُكمه على فرنسا في نهائي اليورو. كان إيريك كانتونا الأعلى صوتاً بين المطالبين باستدعاء بنزيما، ووصف المدرب الفرنسي بالعنصري. لكن ديشان أصرّ على رأيه، فسار إلى يورو مليء بالضغوط من دون رأس حربة يملكه من طراز مميز. أثبت اليورو الحالي أن رأس الحربة القوي هو المفتاح الأساسي للمنتخبات، فمن تعثر ألمانياأمامفرنسا، وصولاً إلى دور غرازيانو بيللي مع إيطاليا، وافتقاد إسبانيا لدييغو كوستا بسبب خيارات المدرب دل بوسكي. أكّدت هذه الصور أن المنتخبات في المباريات الصعبة تحتاج إلى رأس الحربة الفعّال. سجّل جيرو في يورو 2016 3 أهداف، جاء اثنان منهما في الخماسية أمام أيسلندا التي لم تكن فرنسا تعاني خلالها كثير من الضغط، فيما جاء الهدف الأول له في افتتاحية البطولة أمام رومانيا، وبين هاتين المبارتين تولّى غريزمان مهمة حمل المنتخب على أكتافه، فنجم أتلتيكو مدريد سجّل 6 أهداف لفرنسا وكانت بمعظمها بتوقيت مؤثر وحاسم. وفي الوقت الذي كان جيرو محاطاً بلاعبين مهاريين سدد 16 مرّة من داخل منطقة الجزاء في البطولة لكنه لم ينجح سوى بتسجيل 3 أهداف. أما البديل الآخر لجيرو، فكان جينياك الذي يعلب في الدوري المكسيكي وفشل في جميع المباريات التي دخل فيها بتغيير مسارها، ولعل الكرة التي ارتطمت بالعارضة في مباراة البرتغال هي الذكرى الوحيدة له في هذا اليورو ! لا يعني وصول فرنسا إلى نهائي اليورو إثباتاً لنجاح ديدييه ديشان وخياراته. فالمدرب الفرنسي بقي ضائعاً حتى مباراة أيسلندا لإيجاد التوازن في تشكيلته والنظام التكتيكي الذي يرغب باتباعه، لكن ثابتته الوحيدة بقيت أن جيرو هو رأس الحربة الوحيد الذي يمكنه التعويل عليه. خسر ديشان ورقة بنزيما (الذي كان الداعم الأول للمنتخب في مباراة ألمانيا رغم كل ما حدث)، خسر خياراً هجومياً نجح بتسجيل 24 هدف في 27 مباراة في الليغا مع ريال مدريد هذا الموسم، إضافة إلى 10 أهداف في آخر 17 مباراة مع المنتخب الفرنسي. ولا تُعبر الأرقام وحدها عن قيمة بنزيما، فاللاعب الفرنسي هو أفضل مهارياً بمراحل من اللاعبان جيرو وجينياك وقادر على صناعة اللعب بشكل أفضل من مهاجم آرسنال، كذلك فهو فعّال تهديفياً أمام المرمى ويملك سرعة أكبر، وفي الحديث عن السرعة تُعد الكرة التي أضاعها جيرو أمام منتخب ألمانيا في مباراة نصف النهائي حين لم يستطع قطع المسافة للوصول إلى مرمى مانويل نوير الدليل الأكبر على الإمكانيات المتواضعة لمهاجم آرسنال. لا يمكن النظر إلى قضية بنزيما على أنها عقاب له بعد مشكلته مع فالبوينا، فالأخير لم يكن ضمن خيارات ديشان في المنتخب الفرنسي والمحكمة لم تدن بنزيما في شيء، لذلك فإن قرار ديشان كان ساقطاً في حال اعتماده على المقياس الفني والتكتيكي لظهور حاجته إلى لاعب مثل كريم بنزيما، وهو ساقط حتماً لجهة المقياس العنصري الذي وإن كان لم يتحدث عنه ديشان ظاهرياً إلا أنه كان متداولاً على لسان الكثير من العاملين في الرياضة الفرنسية، لذلك وبعد نهاية يورو 2016 على فرنسا أن تُعيد الحق لبنزيما !!