خبير اقتصادي: لا بد من التفكير في فتح بنوك جزائرية في أوروبا لا يزال حلم رفع سقف منحة السفر للسياحة أو الدراسة أو العلاج بالخارج مؤجلا خاصة أن المنحة الممنوحة من طرف البنك الجزائري الخاصة بالسفر إلى الخارج ضعيفة حاليا في ظل سياسة التقشف وانهيار قيمة الدينار أمام العملات الأجنبية التي لا تزال هي الأخرى تصرف خارج مكتب الصرف الخاصة بالعملة الصعبة، والتي بقيت نقطة سوداء حكرا على الباعة بالسكوار أو بعض أصحاب الطاكسيفون ومحلات التجميل الذين يقومون بتبديل الدينار إلى أي عملة أجنبية. وفي الوقت الذي يرى فيه خبراء اقتصاديون أنه آن الأوان لتفعيل مكاتب صرف تمكن السائح الجزائري المسافر إلى الخارج أو لأداء العمرة والحج من الحصول على العملة التي يبحث عنها خاصة أن الجزائر لها كل المعايير لذلك، لاسيما أن أكبر جالية في الخارج موجودة بأوروبا على غرار فرنسا وألمانيا وكندا وإنجلترا، وبقدوم هذه الجالية الى أرض الوطن تلجأ للبحث عن تحويل الدوفيز الى الدينار ولكن خارج المؤسسات المالية فيكون السكوار المكان الوحيد لذلك وفي هذا الصدد تبخرت أحلام المواطنين بعدما ذهبت تصريحات المسؤول السابق لبنك الجزائر بخصوص تدابير رفع منحة السفر لمساعدة المواطنين في مهب الريح، ولم يقدم محافظ البنك الحالي أي معلومات بخصوص هذا الرفع المنتظر ولا حول آجال دخوله حيز التطبيق. منحة السفر لم تتغير منذ 20 سنة لا تغني ولا تسمن من جوع من جانب آخر لم تتغير التعليمة المؤرخة منذ 0897 لسنة 1997 المتعلقة بحقوق الصرف للسفر إلى الخارج قيمة المبلغ السنوي لحق الصرف للتكاليف المرتبطة بالسفر بما يعادل 15.000 دج بالعملة الصعبة وهي عتبة لم تتغير منذ قرابة 20 سنة، مقارنة مع دول الجوار التي تعتبر تكلفة منحة السفر عندهم لا بأس بها مقارنة ببلد مثل الجزائر. وفي هذا الصدد وجد محمد لوكال محافظ بنك الجزائر منذ تعيينه في المنصب الجديد، نفسه في صراع مع الزم لتسريع إطلاق مكاتب الصرف الخاصة بالعملة الصعبة، والتي بقيت نقطة سوداء طيلة فترة المحافظ السابق محمد لكصاسي ل15 سنة كاملة، حيث لم يستطع تجسيدها على أرض الواقع، رغم صدور العديد من المراسيم التنظيمية الخاصة بكيفية نشاطها. وحسب وزير المالية، فإن بنك الجزائر يدرس حاليا الإجراءات والتدابير اللازمة لفتح هذه المكاتب في القريب العاجل، وفقا لتوصيات الحكومة. سياح يبحثون عن الدوفيز في "السكوار" وآخرون في محلات ال"كوسميتيك" من جانب آخر ومنذ الإعلان عن إنجاز مكاتب الصرف منذ أكثر من أربعة أشهر من طرف محافظ بنك الجزائر السابق محمد لكصاسي، إلا أنها لم تر النور ولا يزال المواطنون يستنجدون بالباعة الفوضويين بسوق السكوار الذي يعد ملاذا للمغتربين والسياح من أجل استبدال الدينار بالدوفيز وهذا تزامنا وموسم الاصطياف الذي تزيد فيه رحلة البحث عن الأورو والدولار التي عرفت ارتفاعا في تداولات البورصة أمام انهيار أسعار الدينار الذي يواصل السقوط. وفي هذا الصدد قال بعض المواطنين إن شراء 100 أورو او دولار يكلف في حدود 18000دج لشراء الاورو و15000 دج للدولار. في الوقت الذي حدد فيه بنك الجزائر أسعار الصرف للأوراق النقدية وشيكات السفر بالدينار فقد حدد سعر الدولار ب108.93 دج لدى الشراء و115.58 دج عند البيع، وسعر اليورو ب 120.64 دج عند الشراء و128.02 دج عند البيع، في الوقت الذي يعرف فيه سعر الدينار سقوطا حرا أمام العملات الأجنبية.