الجنيه الإسترليني يصنع الحدث ويتجاوز عتبة 22 ألف دينار لكل 100 جنيه تجار العملة: وزراء وإطارات في الدولة يشترون الدوفيز من السوق السوداء فلماذا يمنعوننا ؟ بعد يومين فقط من مداهمة رجال الأمن للسوق السوداء للعملة الصعبة بالعاصمة في ساحة بورسعيد المعروفة ب«السكوار»، وحملة التوقيفات التي طالت التجار، بدأت حركة التجار تعود جزئيا إلى النشاط بشكل حذر وخفي، صاحبتها أزمة حادة في وفرة العملة التي التهبت أسعارها بشكل جنوني لاسيما الأورو والجنيه الإسترليني، في حين أكد البائعون أنهم لا يملكون خيارا آخر غير العودة إلى نشاطهم الذي لا يملكون سواه.سجل سعر الصرف للعملات الصعبة الأكثر تداولا في سوق السكوار ارتفاعا غير مسبوق، حيث بلغ سعر ورقة من 100 أورو حوالي 16 ألف و500 دج بعدما لم يكن يتجاوز نهاية الأسبوع الماضي 15 ألف و800 دج، في حين قفز سعر الدولار إلى مستويات جنونية، حيث بلغت ورقة 100 دولار 15 ألف و500 دج، فيما بلغ سعر صرف الجنيه الإسترليني 22 ألف و250 دينار مقابل ورقة 100 جنيه إسترليني، أين ارتفع بألفي دينار خلال 24 ساعة بعدما كان لا يتجاوز ال20 ألف و250 دينار قبل مداهمة مصالح الأمن. الحملة التي قادتها مصالح الأمن ضد الأسواق الموازية للدوفيز لم تقتصر فقط على العاصمة، بل مست العديد من ولايات الوطن على غرار ولايات عنابة، سطيف ووهران والهدف كان واحدا، هو القضاء على تهريب العملة الصعبة انطلاقا من السوق السوداء، وهو ما استنكره الباعة في سوق السكوار، حيث عبّروا عن تذمرهم وسخطهم من تعامل الحكومة مع هذه المسألة بهذا الشكل. وزراء وإطارات في الدولة يشترون الدوفيز من السكوار وقال تجار العملة الذين التقتهم "النهار" بسوق السكوار، إنهم ينشطون في بيع العملة الصعبة منذ عدة سنوات، متسائلين عن سبب هذا التضييق على نشاطهم مادام أن المسؤولين يعلمون بنشاطنا، والدليل أن العديد منهم وإطارات في الدولة على غرار القضاة ومديري هيئات عمومية وحتى وزراء، يشترون «الدوفيز» من السوق السوداء، وهنا أضاف أحدهم أن السوق استقبل يوما وفدا رفيع المستوى تحت حماية رجال الأمن قدموا لشراء الأورو. البنوك لا تسمح بصرف أكثر من 135 أورو، غير أنها تقبل بفتح حسابات لصب المبالغ الخيالية. واعتبر الباعة أن الحكومة متناقضة في تسييرها لمسألة تداول العملة الصعبة في الجزائر، حيث لا تمنح البنوك سوى 130 أورو سنويا كمنحة سياحية للخروج خارج الوطن، في حين تقبل فتح حسابات لضخ مبالغ كبيرة من دون محاسبة صاحب الحساب من أين تحصل على هذه المبالغ الكبيرة، مضيفا أنها أمرت بمداهمة التجار وغلق سوق العملة من دون دراسة عواقب التضييق على المواطنين الذين يحتاجون إلى الصرف لسفرهم إلى العلاج أو الدراسة وغير ذلك. «واد كنيس» و«السكوار بورصة الجزائر».. سوق العملة الجديدة على «النت» بعد التضييق على تجار العملة الصعبة في السوق السوداء، لجأ بعض التجار إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق ما لديهم من أوراق العملة الصعبة، أين أنشؤوا صفحات خاصة على «الفايسبوك» على غرار صفحة «واد كنيس» وصفحة «السكوار بورصة الجزائر» لمواصلة نشاطهم، بعيدا عن مضايقات رجال الأمن. وعرفت هذه الصفحات البديلة لسوق «السكوار» انتشارا سريعا بين رواد «الفايسبوك»، أين عرض العديد من تجار العملة ممن اعتادوا على مزاولة نشاطهم في ساحة بورسعيد إلى وضع إعلانات عن صرف مبالغ من «الدوفيز» مع وضع صورة للمبالغ كاملة، وهو ما لقي تجاوبا كبيرا من زوار الموقع، والذين تسارعوا لتقديم عروضهم لشرائه، من خلال إعطاء أسعارهم للصرف في شكل تعليقات. وزراء سابقون يعترفون: السكوار سلكنا واشترينا منه الدوفيز عدة مرات اعترف وزير الإتصال السابق، محمد السعيد، خلال استضافته بحصة «قهوة وجورنان» على تلفزيون «النهار» أول أمس، أنه قام عدة مرات بشراء الأورو والدولار من سوق «السكوار»، معتبرا إياه الحل الوحيد لكل الجزائريين لقضاء حوائجهم بالخارج، خاصة بعد تحديد الدولة للمنحة السياحية التي يمكن لكل مواطن جزائري صرفها سنويا ب15 ألف دينار، وهي التي لا تكفي لقضاء يوم واحد خارج الوطن. من جهته أكد وزير التجارة الأسبق، نور الدين بوكروح، الذي نزل ضيفا هو الآخر على ذات الحصة بتلفزيون «النهار» أمس، أن سوق العملة السوداء بساحة بورسعيد كان حلا في العديد من المرات لكل المسؤولين لأنهم كانوا يحتاجون إليها في خرجاتهم بصرف الدينار للحصول على العملة الصعبة سواء كانت خرجات شخصية أو مهمات عمل، أين قال بصريح العبارة «السكوار سلكنا في العديد من المرات».