قضى معظم الجزائريين ساعات طويلة من ليلة الجمعة إلى السبت في متابعة التطورات الميدانية لوقائع محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا لحظة بلحظة، حيث ضبط أصحاب المقاهي والنوادي وقاعات الاستقبال في الفنادق ومحطات النقل البرية وحتى مواطنون عاديون عقارب ساعتهم بتوقيت أنقرةوإسطنبول لرصد الأخبار العاجلة التي تتنافس الفضائيات على بثها حول المستجدات التفاعلية. وبينما كان الفضول أبرز دافع للاهتمام بأحداث تركيا بالنسبة للبعض فإن عائلات جزائرية كانت على أحر من الجمر لمعرفة مصير أبنائها وذويها في المدن التركية المشتعلة على وقع محاولة قطاع من الجيش السطو على السلطة والانقلاب على المؤسسات الدستورية في تركيا. وتزامن ذلك مع دعوة الرئاسة التركية للشعب عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لإحكام سيطرتهم على الشوارع وقضاء ليلة بيضاء في مواجهة الانقلابيين. وتدفق المواطنون في عدّة ولايات بينها الجزائر العاصمة بأعداد كبيرة لمتابعة الأحداث المتسارعة وكأن الأمر يتعلق بمقابلة للمنتخب الوطني على غرار ما شهدته بعض الساحات العمومية المزودة بشاشات عملاقة في ولاية عنابة. ففي وسط المدينة وبلديات الحجار وبرحال تجمع المواطنون حول المقاهي والشاشات العملاقة، بينما تجمع أصحاب الحافلات ومسافرون وسائقو شاحنات الوزن الثقيل بالمطاعم المنتشرة على طول الطريق الوطني السريع رقم 44 الرابط بين قسنطينة وسكيكدة وعنابة والطارف، في حين شهدت محطات الخدمات على طول الطريق السيار الأجواء نفسها. وفي محيط محطات نقل المسافرين بالولايات الكبرى تجمع المواطنون أمام أجهزة التلفزيون لمتابعة الوضع وقرروا البقاء ساهرين هناك حتى صلاة الفجر. ولأن بلاطوهات مختلف القنوات كانت تعج بنقل الأخبار الساخنة وتحاليل المختصين والخبراء فقد رافق ذلك أيضا نقاشات حادة بين الجزائريين لتقديم مختلف وجهات نظرهم حول العملية الانقلابية الفاشلة في تركيا. وعلى الصعيد الرسمي أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي شريف أمس أنه لا يوجد جزائريون ضمن ضحايا الأحداث التي تعصف بتركيا منذ يوم الجمعة إثر محاولة الانقلاب. وأكد عبد العزيز بن علي شريف قائلا "مصالحنا الدبلوماسية والقنصلية بأنقرةوإسطنبول تتابع عن كثب تطورات الوضع وهي تعمل بالتعاون الوثيق مع تمثيلية الخطوط الجوية الجزائرية من أجل أن تتم اليوم إن أمكن إعادة المسافرين الجزائريين العالقين إثر إغلاق مطار أتاتورك في إسطنبول". وأشار بن شريف إلى أن وزارة الشؤون الخارجية وبالنظر إلى استفحال التوتر لا سيما في مدينتي إسطنبولوأنقرة تنصح الجزائريين المتواجدين بتركيا البقاء في أماكن إقامتهم وتفادي الاختلاط بالجماهير وعدم التنقل إلا للضرورة القصوى".