إطلاق برنامج وطني بعد الولادة لتخفيض نسبة وفيات الأطفال كشف، أمس، وزير الصحة وإصلاح المستششفيات، عبد المالك بوضياف، عن هذا الموسم تبلغ فيه عدد الولادات السنوية ذروتها، مستعرضا الترتيبات اللازمة لضمان عدد الأسرّة وتسيير عطل الموظفين العاملين بمصالح الولادات مع تسيير بنك الدم، علما أن نزيف الولادة يأتي في مقدمة الأسباب المؤدية إلى وفاة الأمهات الحوامل، كما أعلن عن البرنامج الوطني لما بعد الولادة للتخفيض من نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة على مستوى كافة المصالح والوحدات المعنية. وجاءت هذه الإجراءات بعدما أمر بوضياف بفتح تحقيق حول ملابسات وفاة رضيعين، يبلغان شهرين من العمر، بعيادة خاصة بالرويبة شرق العاصمة، بعد تلقيهما لقاح بانتافالو وبعد ارتفاع عدد الوفيات بالنسبة للحوامل والمولودين الجدد. وأكدت الوزارة، أنها سجلت في إطار إجراءات المراقبة الروتينية للقاحات الأطفال، وفاة رضيعين بعيادة خاصة بالرويبة مباشرة بعد تلقيهما، مشيرة إلى أن خمسة رضّع آخرين تلقوا نفس اللقاح من نفس الجرعة، ولم يتعرضوا لأي أعراض جانبية. وأضاف ذات المصدر، أنه ومباشرة بعد تلقي خبر الوفاة، قامت الوزارة بإرسال فريق من الخبراء إلى عين المكان لفتح تحقيق وبائي حول هذه الوفاة، مؤكدة أن النتائج الأولية أثبتت بأن الموت المفاجىء الذي تعرض له الرضيعان ليس له علاقة مباشرة باللقاح. وقد أعطت الوزارة، تعليمات لإجراء تشريح الجثتين لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، مؤكدة أنه سيتم الإعلان عن نتائج هذا التحقيق في حينه. وذكرت وزارة الصحة، بالمناسبة بأن اللقاح المستعمل في الجزائر، هو لقاح مؤهل من طرف منظمة الصحة العالمية. وحسب مختصين في مجال الصحة، فإن لقاح بانتافالو هو لقاح يحمي من الإصابة بالدفتريا وهو مرض معدي وأحيانا يكون قاتلا ومن سنوات عديدة كان من أهم أسباب وفيات الأطفال، وتيتاموز وكذا التهاب الكبد والسعال الديكي ويقدم كلقاح مضاد لهذه الإصابات. يجدر الذكر أن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات سجلت في إحصائياتها خلال السنة الماضية وفاة أزيد من 30 ألف رضيع سنويا، أي بمعدل وفاة 83 مولودا جديدا يوميا. من جهته، أكد بوضياف أنه سيتم في إطار الإستراتيجية الوطنية للتقليص السريع من وفاة الأمومة والطفولة، الإعلان عن البرنامج الوطني لما بعد الولادة للتخفيض من نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة على مستوى كافة المصالح والوحدات المعنية مع وضع هيئة تنسيقية على مستوى كل ولاية. وفيما يخص العطل، شدد ذات المسؤول على ضمان استمرارية الخدمات الصحية على مستوى كافة المصالح الاستشفائية أثناء العطلة السنوية التي تتزامن مع موسم الصيف، مؤكدا بأن إغلاق بعض المصالح الطبية ليس له مبررا علميا، داعيا إلى عدم تأجيل إجراء العمليات الجراحية بحجة فصل الحر.