تمكنت فصيلة البحث والتحري التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة، ليلة أول أمس، من توقيف ثلاثة مهربين مسلحين ينشطون عبر الحدود الجزائرية التونسية، بعد عمليات مطاردة بالسيارات واشتباك مسلح في قلب مدينة عنابة. وقد تسببت الحادثة في انتشار أجواء من الهلع والرعب في أوساط المواطنين وسكان الأحياء القريبة من مسرح الواقعة وانتهت بحجز سلاح ناري وكميات ضخمة من صفائح المخدرات ومئات من قارورات الخمر من نوع''ويسكي''و''فودكا''. وحسب مصادر مطلعة، فإن عملية المطاردة والتعقب تمت بعد معلومات مؤكدة وردت لمصالح الدرك الوطني تفيد بدخول سيارتين مشبوهتين إحداهما من نوع ''بيجو ''608 دون لوحة ترقيم يقودها شاب في الثلاثينات من العمر وأخرى من نوع ''ياريس'' تحمل ترقيم ولاية تبسة على متنها شابين في الثلاثينات من العمر كذلك. وقد انطلقت عملية المطاردة من محطة القطار على مستوى المدخل الشرقي لمدينة عنابة حينما رفض المهربون الانصياع لأوامر الوحدات الأمنية بالتوقف، ما اضطر أعوان الدرك الوطني الذين كانوا على متن سيارتين رباعيتي الدفع من نوع ''طويوطا'' لإطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء، لكن ذلك لم يجبر الأشخاص المتابعين على التوقف، ما استدعى استمرار عملية المطاردة المسلحة بالرصاص الحي على طول شارع ''جيش التحرير الوطني'' وسط المدينة وصولا الى النقطة المرورية الدائرية بمنطقة سيدي ابراهيم، حيث وقع اشتباك وتبادل لإطلاق الرصاص حسب مصادرنا إلاّ أن المطاردة انتهت عند المخرج الغربي لمدينة عنابة على محور الطريق الوطني رقم 44 المؤدي نحو ولايتي سكيكدةوقسنطينة، بعد تمكن مصالح الدرك من شل حركة السيارتين بتصويب الأعيرة النارية نحو العجلات. وفور توقف سيارتي المهربين الثلاثة، تم اعتقال الشبان الذين حاولوا الفرار قبل أن يسقطوا بين أيدي وحدات الدرك التي نجحت كذلك في حجز عشرات مئات الصفائح من الكيف المعالج ومئات القنينات من الخمر كانت مخبأة بإحكام داخل الصندوقين الخلفيين للسيارتين. هذا وقد تسببت عملية المطاردة في حدوث حالة من الهلع في أوساط قاطني الأحياء المجاورة للحادثة لاعتقادهم أن الامر يتعلق بتوغل إرهابي وسط المدينة. وإلى غاية تحرير هذه الأسطر، لا تزال التحريات والتحقيقات مع الموقوفين مستمرة. فيما يتواصل البحث عن شركاء من ولايات شرقية خاصة عنابة، الطارف وتبسة. وترجح معطيات أولية أن تكون القبضة الأمنية المحكمة على الولايات الحدودية ومنها ولاية تبسة التي حجزت مصالح الأمن بإقليمها 18 قنطارا من المخدرات كانت مهيأة للتهريب إلى الجمهورية التونسية، قد أجبرت المهربين على التراجع عن هذا المسعى والعمل على ترويج تلك السموم بولايات أخرى. ويعكف فريق التحقيق على استنطاق واستجواب الموقوفين لكشف ملابسات هذه العملية واعتقال باقي عناصر الشبكة، وإن كانت لها علاقة بشبكة ولاية تبسة الأخيرة. وكانت وحدات المركز الاقليمي للبحث والتحري قد نجحت قبل أسبوعين في توقيف 5 أشخاص ينشطون ضمن شبكة دولية للمتاجرة بالمخدرات وبحوزتها 18 قنطارا من الكيف المعالج بفيلا في ولاية تبسة، حيث أصدر قاضي التحقيق لدى القطب الجزائي الجهوي المتخصص في قسنطينة في حق الموقوفين أوامر بوضعهم رهن الحبس المؤقت. وكانت الشبكة التي يمتد نشاطها من الحدود الغربية إلى غاية بريكة بولاية باتنة ثم الشرق الجزائري عن طريق إقليم ولاية تبسة المتاخمة للشريط الحدودي الشرقي، قد خططت لعمليات تصدير مكثفة عن طريق التهريب، منذ عدة أشهر، تحضيرا لاحتفالات عيد رأس السنة الميلادية.