شهدت ولايتا تبسةوأم البواقي، أول أمس، عمليتي اعتداء تمثلتا في اقتحام مؤسسات استشفائية والاعتداء على عناصر وأعوان الأمن باستعمال أسلحة، من طرف عدة مجموعات إجرامية، لتهريب أشخاص موقوفين من طرف أفراد دوريات الدرك الوطني تم نقلهم لتلقي الإسعافات بعد إصابتهم بجروح أثناء المطاردة. وكشف مصدر مسؤول بولاية تبسة أنه، مباشرة بعد العملية، تم تجنيد جميع أفراد مصالح الأمن، خاصة التابعين للمجموعة الولائية للدرك الوطني، وكذا فصيلة الأبحاث والتحريات ومجموعة التدخل، من أجل سد كل منافذ ولاية تبسة وتشديد المراقبة على مستوى الحواجز الأمنية، والقيام بعملية تمشيط بحي ''المرجة''، مكان إقامة المهرب الفار. مضيفا أن هذه الإجراءات تم العمل بها مباشرة بعد العملية الإجرامية التي استهدفت المؤسسة الاستشفائية بمدينة تبسة وتم توقيف أكثر من 14 من المتورطين في عملية الاقتحام. وحسب ذات المتحدث، فإن عملية اقتحام مصلحة الاستعجالات والإسعافات الأولية بمستشفى الدكتور عالية من طرف المئات من المهربين باستعمال الأسلحة البيضاء، جاءت بعد الساعة السادسة من مساء أول أمس، لأجل إطلاق سراح مهربين أصيب بجروح على إثر توقيفه في عملية مطاردة من قبل دورية تابعة لسلاح الدرك الوطني على الشريط الحدودي ببلدية ''بكارية'' التي تبعد ب40 كلم عن وسط مدينة تبسة. وعن هوية المعني بعملية الفرار، فأوضح محدثنا أن الأمر يتعلق بشاب لا يتجاوز الثلاثين من العمر، ينشط مهربا للوقود على الشريط الحدودي الجزائري التونسي، حيث تمت مصادرة المحجوزات التي كان بصدد تهريبها إلى الأراضي التونسية خلال عملية الملاحقة. وقال المسؤول ذاته إن عرض المتهم على الطبيب بمستشفى الدكتور عالية لتحرير شهادة طبية له، جاء بعد الاستماع إليه في محضر رسمي لإحالته على وكيل الجمهورية لدى محكمة الاختصاص في وقت لاحق بتهمة التهريب إلى خارج الحدود الوطنية، حيث تسلل عدد من المهربين إلى غرفة المراقبة الطبية بمصلحة الاستعجالات، وقاموا بإخراج المتهم من المستشفى تحت تغطية الرشق بالحجارة للمستشفى من قبل عدة عناصر، وحمل الأسلحة البيضاء، الشيء الذي دفع بأفراد الأمن المتواجدين داخل المستشفى لإطلاق طلقات نارية تحذيرية وتفريق المقتحمين وسط حالة من الفوضى والخوف. وفي نفس اليوم، بولاية أم البواقي، اقتحم أزيد من 40 شخصا مستشفى محمد بوضياف، بوسط المدينة، في حدود الساعة التاسعة ليلا، مدججين بأسلحة بيضاء وخناجر، يرتدي بعضهم أقنعة، وقاموا بالاعتداء على أعوان الأمن وكذا تهديد رجلي شرطة وحجزهم بداخل المستشفى، وبعدها سحبوا شخصا كان الأطباء بصدد القيام بعملية جراحية له وهو ينزف، إثر إصابته بجروح خطيرة على مستوى الرأس والأطراف، في حادث مروري على الطريق الوطني رقم 32 الرابط بين أم البواقي وخنشلة. وذكر شهود عيان ل''الخبر'' أن المقتحمين للمستشفى قاموا بتحطيم أجهزة داخل غرفة الإنعاش بذات المستشفى، كما أنهم قدموا على متن سيارات دون لوحات ترقيم.