عرفت أسعار الدجاج بولاية سطيف، قفزة جنونية لم تشهدها منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث وعلى غرار شهر رمضان المنقضي لم يتعد سعر الكيلو غرام الواحد فيه 280 دج، وقد عرف سوق عباشة وباقي الأسواق اليومية بحي 1014 وحي 1006 اليومين الفارطين نقصا كبيرا في كمية الدجاج مما جعل سعره يرتفع أكثر، كما ارتفع سعر السكالوب إلى 1000 دج للكيلوغرام بعد ما كان سعره منذ أيام قليلة 400 دج، كما قفز سعر اللحم الأحمر إلى 1500 دج بعدما كان 1200 دج لحم الخروف، إضافة إلى ارتفاع سعر لحم البقر إلى 1100 دج، ويرجع سبب هذا الارتفاع الجنوني وغير المسبوق حسب مفتشي الرقابة التجارية بسطيف إلى نفوق عدد كبير من الدجاج قبل أيام نتيجة الارتفاع الكبير في درجة الحرارة بمنطقة بئرحدادة، بني فودة، بني عزيز، حيث وصلت درجات الحرارة بها إلى 48 درجة، زيادة على ظهور المرض الخطير "نيوكاسل". وتؤكد مصادر بيطرية أنه تم التأكد من المرض وبإمكانه أن يقتل 90 بالمائة من الدجاج في الخم بسبب سرعة انتشاره عن طريق الهواء ويسببه فيروس خطير ومن أعراضه ارتفاع درجة الحرارة وفشل الدجاجة واحمرار في البلعوم. وتعود أهم أسباب نفوق أكثر من 150 آلف دجاجة هذه الأيام بمختلف مناطق الولاية إلى عدم احترام المربين لقواعد التلقيح وتبادل التهم بينهم وبين أصحاب المفرخة لبيعهم كتاكيت غير ملقحة، خاصة أن التلقيح ضد المرض يتم في أول يوم بالمفرخة، ثم يعاد بعد ثلاثة أسابيع ثم في الأسبوع الخامس، فيما يستمر التلقيح عند الدجاج المخصص لإنتاج البيض بعد ثلاثة أشهر ونصف. وجاءت خسائر الفلاحين بعد نفوق دواجنهم بعد 35 يوما وبعد أن يصل وزن الدجاجة 1.5 كلغ وهو ما صعب على المربين التخلص منها وكثيرا ما يتم جمعها في أكياس ثم رميها في الأماكن المهجورة والأودية والسبخات مما يزيد من تلوث الهواء، وفي ظل غياب استراتيجية حقيقية من طرف الدولة حول التكفل بفئة مربي الدواجن، الذين أغلبهم يشتغل بصفة غير قانونية أي بدون تأمين ولا متابعة من طرف المصالح الفلاحية وعدم مواكبة التطورات التكنولوجية في تربية الدواجن، يجعل هذه الفئة عرضة لكافة المخاطر والتي تؤثر على الإنتاج، ليبقى المواطن وحده يدفع فاتورة الغلاء الفاحش.