تعتبر ولاية بومرداس قطبا سياحيا بامتياز كونها ولاية ساحلية بمناطقها الخلابة التي تسحر كل زائر لها من داخل وخارج الوطن. فزيادة على شواطئها الممتدة على طول 80 كلم تمتاز كذلك بغاباتها ومناطقها الجبلة وكهوفها وغيرها من الأماكن التي يزورها المقبلون على الولاية، إلا أن عدم اهتمام السلطات المحلية ووزارة السياحة بإعطاء دفعة قوية للسياحة بالولاية أدى إلى نفور العائلات لانعدام أبسط المرافق الضرورية لقضاء العطلة. ولاية بومرداس التي كانت في السنوات القليلة الماضية تشهد إقبالا للسياح خاصة في فصل الصيف لكون الولاية تزخر بشواطئ خلابة، ها هي هي اليوم خاوية على عروشها ليلا ونهارا، فشواطئها التي كانت لا تبقى فيها مساحة صغيرة إلا وتجدها محجوزة من طرف عائلات او شباب قدموا من مختلف ولايات الوطن لقضاء عطلة الصيف في راحة وهدوء، فإن جل الشواطئ اليوم لا تجد فيها إلا أفرادا أو بعض العائلات وهو إن دل على شيء فإنما يدل على فشل المسؤولين في ولاية بومرداس في الحفاظ على القطب السياحي البومرداسي والعودة به إلى ما قبل سنوات التسعينيات.
الإمكانيات السياحية في بومرداس قادرة على جلب مداخيل ضخمة
المناطق الطبيعية في ولاية بومرداس وسحرها الذي يجذب كل من زارها قادرة على توفير ثروة هائلة تعود بالمنفعة على المواطن وترفع من مستوى عيشه خاصة أن ساحل الولاية يمتد على طول 80 كلم، إلا أن تهاون المسؤولين أدى إلى إهمال هذا القطاع الحيوي الذي يمكن من خلاله توفير اكتفاء مالي للولاية مثلما هو في عديد الولايات. ويعود هذا الواقع متتبعين إلى عدم وجود مسؤولين مؤهلين في القطاع وعدم إعطاء السلطات العليا للبلاد دفعة قوية للسياحة في الجزائر كقطب قوي يساهم في دعم الخزينة العمومية واهتمامهم بمداخيل . ولاية بومرداس تحوز على عدة شواطئ رملية وصخرية تسمح بجلب أكبر عدد من العائلات إذا تمت تهيئتها في فصل الصيف وباقي أشهر السنة.
انعدام المرافق والمركبات السياحية سبب نفور المصطافين
من المشاكل القائمة في المجال السياحي بولاية بومرداس النقص الكبير للمرافق والمركبات السياحية سواء كانت عمومية أو خاصة، فلا مكان يؤوي العائلات المصطافة القادمة من خارج حدود الولاية وهو أمر أدى إلى نفور هذه العائلات وتوجهها نحو عديد الولايات المجاورة على غرار سيدي فرج، تيبازة، بجاية، جيجل، عنابة وغيرها من الولايات التي تجد فيها العائلات مكانا يسمح لها بقضاء أسبوعين أو أكثر مع توفر أماكن التسوق والتنزه. أما عاصمة الفكر والإبداع فتنعدم فيها مركبات سياحية.
انعدام النظافة من أسبات تراجع الإقبال على شواطئ بومرداس
تشهد عاصمة الولاية بومرداس انحطاطا لم يسبق له مثيل في مجال النظافة بعد فشل السلطات في رفعها، وتنظيف ولاية يطلق عليها لقب الفكر والإبداع، حيث أصبحت في الأسابيع الأخيرة صورة سوداء يشمئز لها كل من يزورها خاصة السياح المقبلين على شواطئها من مختلف ربوع الوطن، فبعدما كانت جنة أصبحت اليوم صورة سوداء لكل من يزورها. فالعائلات المارة على الواجهة البحرية في منتصف النهار لا تجد فيها سوى أكياس من الحجم الكبير مملوءة بالقمامة وبين الفترة والأخرى شاحنات البلدية تمر لرفع بعضها وترك بعضها لنقص الوسائل البشرية. أما الرمال فهي الأخرى مليئة بالقارورات والمهملات وإن كان العنصر البشري تسبب فيها لكن وجب على الجهات الوصية اتخاذ تدابير بتخصيص أماكن خاصة بالمصطافين لرمي مخلفاتهم. ناشطون في الولاية أكدوا وجوب تنظيم النظافة خاصة في الصيف، مؤكدين أن العملية يجب أن تكون وفق دراسات وتوفير وسائل مادية وبشرية تتناسب وحجم الواقع المؤسف، مضيفين أن هذه الحالة إن استمرت ستسيء لبومرداس ولسكانها.
مناطق التوسع السياحي تتعرض للنهب وتحول إلى بنايات قصديرية
مناطق التوسع السياحي التي تعتبر حلا سهلا لبناء سياحة قوية خاصة وأن هذه المناطق تسير وفق قوانين خاصة، إلا أن تطبيق هذه الأخيرة ذهب في مهب الريح. والدليل على ذلك سطو بعض العائلات على قطع أرضية تابعة للدولة على الشريط الساحلي، والأخطر من ذلك هو البنايات القصديرية التي تم بناؤها في صورة تدل على التخلف والعودة بالولاية الى ما قبل الستينيات من القرن الماضي. والمنطقة التي تشهد هذه الظاهرة النصف الشرقي للولاية على غرار كاب جنات ودلس وبعض المناطق من زموري. هذه العائلات المعتدية على العقارات في ظل لامبالاة المسؤولين المحليين، تنظم احتجاجات أمام مقرات البلديات تطالب بحقها في الربط بشبكة المياه وغيرها من متطلبات الحياة.
الواقع الراهن يتحمله المسؤولون المحليون ومدير السياحة
الواقع الراهن لقطاع السياحة في الولاية لا تتحمل مسؤوليته مديرية السياحة فقط بل عديد المسؤولين التنفيذيين التابعين للوزارة ووالي ولاية بومرداس نورية يمينة زرهوني، خاصة مع حالة طرقات مهترئة تمنع الوصول إلى عدة شواطئ بالولاية. المسؤولون المحليون الذين لم يتكبدوا عناء إصلاح شبكات الإنارة العمومية خاصة على مستوى الشواطئ لتنتهي فترة الاستجمام مع أذان المغرب مباشرة إلا بشاطئ عاصمة الولاية في بومرداس الذي استفاد من إنارة خاصة بالشواطئ في عهد الوالي السابق. مشكل النقل هو الآخر يعاني منه المقبلون على شواطئ البحر والذين لا يملكون سيارات خاصة حيث أرقتهم الحافلات التي يعمل أصحابها في الأوقات التي تحلو لهم ويتوقفون عن العمل في ساعات متقدمة من اليوم تاركين عشرات المسافرين معلقين بشواطئ كاب جنات وزموري البحري وغيرها من الشواطئ.
المناطق السياحية الغابية غير مهيأة لأسباب أمنية... وغابة زموري ثروة مهملة
ولاية بومرداس، إضافة إلى شواطئها ومناطقها الساحلية، تزخر بثروة غابية موزعة عبر بلدياتها، وتزخر بعدة أنواع من الأشجار وكهوف ومغارات تنظم رحلات استكشافية فيها من طرف جمعيات وحتى الأجانب، إلا أن هذه أهميتها لا معنى لها عند بعض المسؤولين في الولاية. يؤكد آخرون أن سبب عدم تنظيم السياحة فيها يعود إلى أسباب أمنية وان تلك المناطق لا تحظى بتواجد أمني يكفي لحماية المقبلين على مثل هذه المناطق خاصة العائلات. لكن مقابل هذا تبقى هناك غابات آمنة إلا أنها تبقى عرضة للإهمال ومثال ذلك غابة زموري التي في الوقت الذي يجب أن تكون أكبر قطب سياحي في الولاية أضحت مكانا لا معنى ولا قيمة له بالرغم من أنها تحوي مساحات خضراء شاسعة. وقد تجرأ أحد الخواص على قطع أشجارها ومحاولة تشييد بنايات بها لولا تدخل سكان المنطقة لإيقافه، وأكبر دليل على عدم مبالاة المسؤولين في الولاية إهمال ساحة النصر بحي 800 مسكن مما تسبب في إتلاف العشب.
ولاية بومرداس لم تبلغ مستوى يليق بها مقارنة بولايات ساحلية أخرى
ملاحظون أكدوا أسفهم لعدم إمكانية مقارنة الواقع السياحي في بومرداس مع ولايات الوطن التي شهدت تطورا وازدهارا واسعا في هذا المجال. السياح من ولايات أخرى وحتى من بومرداس يقصدون بجايةوجيجل وسيدي فرج وتلمسان والساحل الشرقي للعاصمة لوجود مركبات سياحية تستقبلهم وشواطئ ناشطة ليلا ونهارا، لدرجة مبيت العائلات فيها بنصب خيمة في العراء نظرا لكثرة المصطافين فيها وتوفر الأمن والنقل وأماكن التسوق إلى ساعات متأخرة من الليل وأخرى تعمل على مدار ال 24 ساعة، في الوقت الذي لا يعرف فيه سكان ولاية بومردس ليلا إلا محلا أو اثنين لبيع المجمدات مع شاطئ لا يتجاوز طوله الأمتار تفوح منه رائحة المجاري المائية يتم تفريغها فيه بصفة دورية. هذا الواقع المر الذي تشهده بومرداس في مجال السياحة يتطلب تدخل وزير السياحة عبد الوهاب نوري ووالي ولاية بومرداس السيدة نورية يمينة زرهوني لإعادة النظر في التجاوزات القائمة من جهة، بدعم المشاريع الاستثمارية الواقعة بمناطق التوسع السياحي مع النظر في إمكانية فتح بعض المرافق المحتكرة من طرف الجهات الرسمية وفتحها على العائلات بعد تنظيمها، بهدف إعادة الاعتبار للولاية وإيصالها إلى مستوى الولايات الرائدة خاصة أن بومرداس تعتبر همزة وصل بين عدة ولايات ولا تبعد عن عاصمة الوطن سوى ببضعة كيلومترات.