استأنف شبان باب الوادي ليلة أول أمس الخميس المظاهرات في حدود الساعة التاسعة ليلا حيث سمعت طلقات نارية في شارع باسطا علي حيث مقر محافظة الشرطة الخامسة التي حاول المتظاهرون اقتحامها ليلة الأربعاء ودخل المتظاهرون في مشادات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب أءسفرت عن توقيف أكثر من خمسين شخصا، ورمى شباب حي باسطا علي والعقيد لطفي وشارع الساعات الثلاث بمفترق الطريق الرابط بين شارع الشهداء وحي شوفالي، عناصر الامن بالحجارة التي ردت بدورها بإلقاء القنابل المسيلة للدموع ووصلت الغازات إلى سكان البنايات الذين لم يتمكنوا من التنفس· وطالت المظاهرات مصلحة التوليد بمستشفى ''جوروندو'' الواقع بالقرب من محافظة الشرطة الخامسة· وشهد مستشفى محمد لمين دباغين المشهور بمايو استقبال العديد من الجرحى من قوات الأمن والمواطنين وبدأت شرارة اللهب ليلة يوم الأربعاء وبالضبط على الساعة السابعة والنصف· ووقفت ''البلاد'' عند المظاهرات حيث سمعت طلقات نارية في سماء شوارع وأحياء باب الوادي الشعبي، ولم نكن نتوقع أن المسألة تتعلق بمظاهرات لم نشهد لها مثيلا منذ عشريتين من الزمن، وانتفض سكان الحي الشعبي وخرجت شرارة الغضب منه بسبب غلاء المعيشة وقرر شباب وأرباب أسر الخروج تنديدا بالزيادات في أسعار المواد الغذائية، حيث حاول مئات الشباب المراهقين المرور بشارع إبراهيم غرافة المعروف باسم باسطا علي حيث تقع محافظة الشرطة الخامسة لكن عناصر الشرطة التي كانت بعين المكان تصدت للمسيرة ومنعت المحتجين من المضي قدما باتجاه شارع الشهداء مرورا بشارع الأمير عبد القادر حيت مقر المديرية العامة للأمن الوطني· وفي تلك الأثناء اندلعت مواجهات بين بعض الشبان المنتفضين وعناصر الشرطة بالزي المدني وحاول الشبان اقتحام المقر لكنهم فشلوا وراحوا يضرمون النيران في السيارات المركونة هناك منها سيارات عناصر الشرطة الخامسة من نوع مرسديس وأحرقوا العجلات المطاطية، لم يجد عناصر الأمن الوطني سوى إطلاق عيارات نارية في الهواء لتخويف المتظاهرينوقذف الشباب الغاضبون الشرطة بالحجارة كما أشعلوا النيران في الإطارات وحاويات النفايات، وقد ردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع كما رد البعض منهم برمي الأحجار أيضا على المتظاهرين، وردد المتظاهرون شعارات مضادة للحكومة ومحتجة على ارتفاع تكلفة المعيشة وأسعار المواد الغذائية· فوضى عارمة وتخريب مقر رونو للسيارات بتريولي واستمر الوضع بتكسير واجهات المحالات وإضرام النار في الأخضر واليابس، ووصل خبر الاحتجاجات آذان شبان الأحياء المجاورة تريولي وبولوغين مناخ فرنسا وديار الكاف وعلى طول طريق مستشفى محمد لمين دباغين المعروف بمايو، وتهافات الأصوات بالصراخ ''راهي ناضت''· وشكل الشباب المنتفض جبهات متفرقة وتسلل أصحاب السوابق العدلية وجماعات الأشرار الاحتجاجات واغتنموا الفرصة وكسروا واجهات فرع شركة موبيليس ليس بعيدا عن مقر محافظة الشرطة الخامسة، وحاصر المحتجون مقر المحافظة في تلك الأثناء تلقت عناصر الأمن تعليمات بعدم ارتكاب الأخطاء ومحاولة تهدئة المحتجين، وشعر المحتجون بأن الساحة لهم فراحوا يواصلون التعبير عن انتفاضتهم من الوضع المعيشي بطريقتهم الخاصة، ·وتسبب المتظاهرون في شل حركة المرور عبر الطريق إلى شوفالي وعين البنيان وساحة الشهداء· وفجرت الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية وتراكم المشاكل الاجتماعية غضبهم ورددوا شعارات منددة بتدهور القدرة الشرائية· فيما أقدمت مجموعة منهم على طرح الزجاج والمتاريس على قارعة الطريق· في حدود الساعة التاسعة ليلا بدأ الوضع ينزلق مما أدى إلى استنفار الأجهزة ألأمنية لمداخل ومخارج شارع الساعات الثلاثة ''لي تروا أوغلاوج'' ودعمت قوات مكافحة الشغب وشكلت صورة لسيناريو 5 أكتوبر 1988 وجرى الحديث عن توقيف 20 شخصا وجرح العشرات في صفوف المواطنين ورجال الشرطة ولم يهدء الوضع إلا في حدود العاشرة ليلا· وشهدت شوارع باب الوادي أمس صورة للخراب والشغب حيث كسر مقر رونو للسيارات المتواجد في الحاجز الأمني الثابت بشارع تريولي مفترق الطرق المؤدي لكل الاتجاهات، وتأكد أن العديد من السيارات أضرم فيها النار وكسرت واجهات المحالات ولم تسلم واجهة قاعة سينما الأطلس· وشددت الإجراءات الأمنية في عدد من الأحياء بالعاصمة والمدن لمنع تجدد الاحتجاجات العنيفة، التي شهدتها العاصمة ومدن أخرى الليلة الماضية احتجاجًا على موجة غلاء الأسعار، وتم نشر أعداد إضافية من قوات مكافحة الشغب في حي باب الواد وساحة الشهداء وسط العاصمة وعلى المحاور الرئيسية للعاصمة··