اندلعت مواجهات بين مجموعة من المحتجين ومصالح مكافحة الشغب بعد صلاة الجمعة على مستوى أحياء وسط مدينة وهران ونهج سيدي الشحمي والحمري، واضطرت مصالح الأمن إلى استعمال الغازات المسيلة للدموع من أجل تفريق المتظاهرين الذين تعمدوا استهداف بعض المحلات التجارية ومؤسسات عمومية بالرغم من نداءات الأئمة الذين أجمعوا خلال خطبة الجمعة على تحريم أعمال الشغب ودعوا إلى تغليب الحكمة والعقل · واصلت مصالح الأمن طيلة اليومين الأخيرين فرض مجموعة من الإجراءات المشددة على مستوى أغلب الشوارع الرئيسية، كما دعمت فرقها بوحدات خاصة تابعة لقوات ومكافحة الشغب في الأحياء التي شهدت أعمال شغب طفيفة مثل الحمري، تيريقو· كما شهدت البلديات المجاورة لمدينة وهران نفس الإجراءات في وقت لم تتوقف فيه الشائعات التي ظلت تتطاير في سماء عاصمة الغرب قبل اندلاع هذه الأحداث وبعدها في شكل يشبه الى حد كبير السيناريو الذي سبق انتفاضة 8 أكتوبر .1988 على عكس جميع الإشاعات وحتى بعض الأخبار التي تداولتها بعض الوسائل الإعلامية نهار أول أمس، فإن مصادر أمنية مؤكدة قالت إن مصالحها لم تسجل أي أضرار بالغة تستحق الذكر تكون قد طالت بعض المؤسسات الإدارية أو التجارية، أو حتى الممتلكات الخاصة جراء أعمال الشغب المحدودة التي شهدتها بعض الأحياء عشية يوم الأربعاء الفارط·وقالت ذات المصادر إن أعمال الشغب التي بقيت محصورة في 3 أحياء شعبية هي المدينةالجديدة، الحمري، وحي تيريقو أدت الى تهشيم زجاج مقر الأمن الحضري الجديد بحي تيريقو وهو المشروع الذي لم يدشن بعد· كما تعرض مقر الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط بنفس الحي الى بعض الأعمال التخريبية في حين لم تسجل مصالح الأمن توقيف أي شخص خلال قيامها بملاحقة المتظاهرين على مستوى الأحياء المذكورة·وعاشت مدينة وهران نهاية الأسبوع الفارط على وقع العديد من الإشاعات التي تفيد بانطلاق مظاهرات كبيرة بمختلف الأحياء الشعبية، بل إن منها ما ذهب إلى حد القول إن المحتجين قاموا بحرق جميع المؤسسات والمحلات المتواجدة بحي سيدي الحسني، وهي محلات الجملة تختص في بيع المواد الغدائية· كما تحدثت شائعات عن اقتحام المتظاهرين المراكز التجارية المتواجدة بوسط المدينة، قبل أن يتأكد الجميع من حقيقة الوضع الذي ظل مستقرا طيلة نهاية الأسبوع، ما عدا بعض الأعمال الاحتجاجية التي تجددت على مستوى حي تيريقو، والتي واجهتها مصالح التدخل السريع على الفور في حين بقيت حركة المرور معطلة بعض الوقت على مستوى الشارع الرئيسي المجاور لهذا الحي·وقد عمدت مصالح الأمن الى تدعيم عناصرها، ورفع عددهم على مستوى أغلب الممرات والشوارع وتزويدهم بوسائل خاصة للتصدي لأي أعمال شغب متوقعة لاسيما أن الغضب الذي يعبر عنه الشارع بسبب الارتفاع الفاحش في أسعار المواد الغدائية الأولية يبقى قاسما مشتركا بين جميع المواطنين·وكانت السلطات الولائية قد أصدرت أوامر تتعلق بتعليق جميع الأنشطة الرياضية نهاية الأسبوع الجاري، لاسيما مقابلة فريق مولودية وهران مع اتحاد الحراش التي كان من المتوقع أن تجري أمس الجمعة قبل أن تؤجل في ظل هذه الأحداث التي تثير ريبة أغلب المسؤولين المحليين وحتى المركزيين في انتظار تدخل الحومة التي وعدت بإيجاد حل لمشكل غلاء الأسعار خلال الأسبوع الجاري·