انتفض سكان حي علي صادق ببرج الكيفان، صباح أمس، وقام الشبان بغلق الطريق الولائي رقم 145 الرابط بين الحميز وبني مراد، حيث وجدت قوات محاربة الشغب ورجال الدرك صعوبات في إبعاد المتظاهرين وبقي الطريق مغلقا لساعات وألسنة النيران تتصاعد في مشهد لم يكن مغايرا عن مشاهد الغضب التي عاشتها مختلف أحياء العاصمة. بلغت أمس موجة الاحتجاجات في حي علي صادق ذروتها وكادت تنتهي بمواجهات بين السكان وعناصر الدرك الوطني الذين حاولوا إعادة فتح الطريق وإخماد ألسنة النيران التي كانت تتصاعد من العجلات التي كانت ملقاة في وسط الطريق. وقد طالب المحتجون بضرورة تحسين الوضعية المزرية التي يعيشونها في الحي، بداية بتعبيد الطريق والاستفادة من الغاز الطبيعي بعدما ازدادت معاناتهم خلال فصل الشتاء وتدهور حالة الطرقات في كل الممرات المؤدية إلى سكناتهم. وهدد المتظاهرون بالتصعيد في حال عدم تلقيهم ردا كتابيا من طرف السلطات المحلية يتعهدون فيه بتحسين أحوال الحي وتعبيد الطرقات به، وهو ما جعل رئيس بلدية برج الكيفان، السيد فريد سبع، يتنقل إلى عين المكان رفقة رئيس الديوان لدى الوالي المنتدب السيد لونيس قصد تهدئة المتظاهرين وإقناعهم بضرورة التخلي عن لغة العنف. واستمر الاحتجاج لساعات إلى أن اهتدى السكان إلى تعيين أربعة أشخاص يمثلون سكان الحي يتنقلون لمقابلة الوالي المنتدب من أجل إيجاد حل عاجل لقضيتهم. من جهته رئيس بلدية برج الكيفان السيد سبع فريد أكد أن البلدية لم تخالف وعودها وكانت بصدد إكمال تهيئة جميع أحياء البلدية، وتهيئة حي صادق علي 1 تدخل في برنامج 2011، وفي هذا الشأن أكد المتحدث في تصريحه ل''الخبر'' أنه سيعقد هذا الأحد اجتماعا طارئا مع الأطراف المعنية بتهيئة الحي قصد تحديد تاريخ إنجاز المشروع، وممثلو الحي مدعوون إلى حضور الاجتماع، على حد قول فريد سبع، قصد طمأنة السكان. رقعة الغضب تتسع في بجاية والأمن في المواجهة تخريب محكمة أقبو وقطع الطرقات تحولت مدينة أقبو في بجاية إلى مسرح للمواجهة بين الشباب الغاضب ومصالح الأمن، بعدما حاولت الأخيرة صد تظاهراتهم، حيث تعرضت محكمة أقبو إلى أعمال تخريب، ومنع تلاميذ المدارس من الدراسة، كما قطعت الطرق الوطنية رقم 9، 26 و74، ليمتد فتيل الاحتجاجات إلى العديد من البلديات كصدوق، تيشي وإفري أوزلاغن. اندلعت الاحتجاجات على الطريق الوطني رقم 26 الرابط ما بين بجاية والبويرة في كل من لعزيب وقندوزة في أقبو، عند قيام مجموعة من الشباب بحرق العجلات المطاطية وشل حركة المرور، قبل أن يحاول هؤلاء إخراج التلاميذ من المدارس، وكانت ثانوية حفصة في وسط المدينة أول المؤسسات التربوية التي تمت محاصرتها من طرف المحتجين، لينتقل هؤلاء إلى محكمة أقبو رشقا بالحجارة، حيث لم يتمكن عناصر الأمن من تفريق المتظاهرين إلا بعد تخريب الهيئة الخارجية للمحكمة مستعملين القنابل المسيلة للدموع، كما منع هؤلاء موظفي فرع الضرائب من الالتحاق بمناصبهم. وفيما تجنبت عناصر الدرك الوطني أي مواجهة أو تدخل في الميدان، عززت مصالح الأمن الوطني تواجدها في المناطق التي عرفت فيها الاحتجاجات توسعا، حيث شوهدت قوافل من عناصر الأمن العمومي ومكافحة الشغب في طريقها إلى المناطق الساخنة، في حين اتسمت عمليات تفريق المتظاهرين بالسلمية، موازاة مع تلقيهم لتعليمات بضرورة تجنب المواجهة العنيفة والتوقيف بما يشعل فتيل الغضب، حسب ما علمناه من مصادر أمنية. وقد امتدت الاحتجاجات التي أعقبها مباشرة شل الحركة التجارية في ربوع البلديات إلى صدوق، أين قام الشباب الغاضب بغلق الطريق الوطني رقم 74 الرابط ما بين بجاية وسطيف، قبل أن يشتعل فتيلها في تيشي لدرجة بدت فيها المدينة فارغة. بجاية: ز. لخضاري أغلقوا الطريق رقم 5 بالحجارة والمتاريس احتجاجات غلاء المعيشة تمتد إلى بعض مناطق البويرة امتدت، أمس، الاحتجاجات التي شهدتها بعض المناطق من الوطن والمنددة بغلاء الأسعار إلى بعض مناطق ولاية البويرة، وبدأت من قرية رافور الواقعة في الجهة الشرقية للولاية، أين خرج العشرات من الشباب إلى الطريق الوطني رقم 5 وأغلقوه بالحجارة والمتاريس. نفس الأجواء عاشتها قرية الشرفة وأهل القصر الواقعتين في نفس الناحية. وقد ندد المتظاهرون بسياسة الحكومة الهادفة، حسبهم، إلى قمع الشعب وتجويعه. وفي هذا الشأن أكد لنا أحد المتظاهرين بأنه أمضى عدة سنوات من عمره يبحث عن شغل يسمح له ببناء أسرة غير أن كل طلباته قوبلت بالرفض، وفي الأخير تفاجأ بالارتفاع الجنوني للأسعار ما أفقده الأمل والصبر. متظاهر آخر اعتبر هذه الزيادات وندرة بعض المواد الاستهلاكية الضرورية كالحليب ونقص السيولة النقدية بالدينار واليورو في مكاتب البريد والبنوك، محاولة لإذلال الشعب الذي لم تشفع له المعاناة التي عاشها خلال سنوات الدّم والدمار لدى مسؤولي هذا البلد. للإشارة العشرات من الشباب أغلقوا الطريق في بلدية عين العلوي الواقعة في الجهة الغربية. وفي المساء أغلق المتظاهرون الذين قدموا من بلديتي أهل القصر وبشلول الطريق السيار شرق غرب بالمتاريس والعجلات المطاطية المشتعلة عند مستوى بلدية الأسنام. وأثناء كتابتنا هذه الأسطر وصلتنا معلومات حول انتقال وحدات مكافحة الشغب إلى تلك المنطقة لفتح الطريق المذكور. البويرة: احسن قطاف الانتفاضة في أحياء العاصمة لا تتوقف قام شباب من حي جنان سفاري ببئر خادم بغلق الطريق الرابط بين العاصمة والبليدة، كما أقدم شباب على حرق مقر ''رونو'' بحي الينابيع. وقالت مصادر إن مكتب بريد درفانة، شرقي العاصمة، تعرض للتخريب على يد مجموعة من الشباب. كما اندلعت أمس مظاهرات في حي برج الكيفان، حيث أقدم المتظاهرون على غلق الطريق الرئيسي للبلدية بإشعال عدد من العجلات المطاطية ووضع الحواجز. كما قام المتظاهرون بتحطيم عدد من المحلات والمنشآت بالإضافة إلى سيارات المواطنين. وفي بلدية الكاليتوس، شرق العاصمة أيضا، تعرضت الملحقة البلدية للتخريب من قبل شباب، وهو نفس المصير الذي عرفه مقر سونلغاز ومفتشية الضرائب. كما اندلعت الانتفاضة في عين النعجة، تقصرين، السحاولة وبئر خادم والأبيار وسطاولي. الجزائر: غ. ف الأمانة الوطنية للمركزية النقابية منشغلة بالأحداث اجتمعت الأمانة الوطنية للمركزية النقابية، أمس، لدراسة التطورات المنجرة عن الاحتجاجات التي عرفتها بعض المدن الجزائرية ضد غلاء الأسعار الذي عرفته بعض المواد الاستهلاكية الأساسية. وأسرت مصادر نقابية أن قيادة المنظمة العمالية تركت دورتها مفتوحة من أجل تتبع ما يجري. وبالمناسبة دعت الأمانة الوطنية إلى التهدئة وعدم الانسياق وراء هذه الأحداث التي تستهدف ضرب الاستقرار في البلاد. الجزائر: ح. س شباب غاضب ببومدفع يقطع الطريق المؤدي إلى بلدية حمّام ريغة قام، ظهيرة أمس، شباب غاضب ببلدية بومدفع في ولاية عين الدفلى بإغلاق الطريق المؤدي إلى بلدية حمّام ريغة، احتجاجا على غلاء المعيشة وارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية. وحسب المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية، الملازم الأول كمال حمدي، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، فإن حوالي أربعين شخصا قاموا بالتجمهر وسط الطريق وأضرموا النار في العجلات المطاطية ولم يدم غضب الشباب، حسب مصدرنا، سوى ساعات قصيرة، حيث سرعان ما تدخلت قوات الدرك الوطني التي تمكنت من احتواء هذه الحركة الاحتجاجية، سيما بعد أن تمت الاستجابة لمطلب هؤلاء بحضور السلطات المحلية، وهو ما تم فعلا، حيث تنقل كل من رئيس الدائرة ورئيس البلدية إلى عين المكان وتحدثا مع المحتجين قبل أن يتفرق الجميع بعد ذلك. عين الدفلى: منصور