رحب الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بعرض الرئيس بوتفليقة تقديم "الدعم" لباريس في مجال مكافحة الإرهاب وملاحقة التنظيمات المرتبطة به على الصعيد الثنائي والإقليمي والدولي. وذكر هولاند أن "رسالة الرئيس الجزائري أثرت فيه بشكل خاص" مشددا على أن "المعركة ستكون طويلة ضد أولئك المتعصبين". وتقوم آليات التعاون بين البلدين في الجانب الأمني على تبادل المعلومات الاستخباراتية وخاصة النشرات المتعلقة بمستجدات الجماعات الإرهابية وكذا التكوين المتواصل للإطارات المتخصصة في محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان وتبادل الخبرات بين الأجهزة الأمنية والعسكرية. وتبدي الحكومة الفرنسية من خلال تصريحات مسؤوليها اهتماما خاصا بالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب التي اكتسبتها منذ سنوات التسعينيات. وتلقى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في هذا الإطار رسالة شكر من نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند قال فيها إن التعبير عن مساندة الجزائر "أثر فيه بشكل خاص" عقب الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مدينة نيس. وجاء في رسالة الرئيس هولاند "لقد أثرت في بشكل خاص مساندة الجزائر التي أعربتم لنا عنها عقب إثر الاعتداء الإرهابي الرهيب الذي ضرب فرنسا في صميمها بمدينة نيس يوم الاحتفاء بعيدها الوطني وأود أن أشكركم شكرا جزيلا". وأضاف الرئيس الفرنسي يقول "إن رسالة الصداقة التي وجهتم لنا والتضامن الدولي إزاء بلادنا لهما دعم ثمين يعزز اللحمة بيننا وصداقتنا وعزمنا". وأكد الرئيس هولاند أنه "أمام هذا الفعل الشنيع فإن تعاطفنا يتجه أولا للضحايا الفرنسيين والأجانب وكذا عائلاتهم" مشيرا إلى أن "القيم التي تقوم عليها فرنسا من قيم حقوق الإنسان والحرية هي التي استهدفت مرة أخرى". واستطرد الرئيس الفرنسي يقول "لا شيء يمكنه أن يثنينا عن مواصلة مكافحتنا للإرهاب وإنها لمعركة طويلة ولكن بالالتفاف حول المبادئ التي ندافع عنها والبقاء أو فياء لروح ثورة 14 جويلية سنظل دوما أقوى من أولئك المتعصبين". وكان الرئيس بوتفليقة قد أكد أن "الجزائر مستعدة لتقديم الدعم اللازم في مكافحة الظاهرة الإرهابية تحت لواء الأممالمتحدة". وجدد بوتفليقة "استعداد الجزائر لتعزيز التعاون مع فرنسا في محاولة الجريمة العابرة للحدود والإرهاب والتطرف العنيف" بالإضافة إلى "بذل الجهود من أجل تحقيق أهداف حضارية في مجال السلم والأمن والتنمية وفق مجرى جديد للعلاقات الدولية بما يستجيب استجابة أوفى للتطلعات المشروعة للشعوب". وقال إن "الحوار الواعد هذا إنما يعكس حرصنا على التعاطي الرصين مع كافة المسائل في جو تسوده الثقة والتفاهم المتبادلان، وذلك قصد ترقية توافق بين المواقف والمساعي حيال أمهات قضايا عصرنا". وتابع "إنني على يقين من أن مثل هذه التوافقات التي يمكن، بل يحبذ توسيع نطاقها ومداها، ستعزز لا محالة قاعدة الشراكة الاستثنائية بين الجزائروفرنسا على غرار النجاح الباهر الذي حققته قمة باريس حول البيئة تحت قيادتكم السديدة المحكمة".