أرزقي فراد : "منطقة القبائل ليست متمردة.. وزيارة سلال عادية" ستكون منطقة القبائل ساحة معركة سياسية بامتياز بين السلطة والمعارضة من خلال أحزابها، وذلك بداية من الأسبوع القادم، وهذا استعدادا للاستحقاقات القادمة، خاصة وأن ولاية بجاية ستكون مسرحا للقاء سياسي سيجمع في آن واحد السلطة ممثلة في الوزير الأول، وأحزاب المعارضة ممثلة في "الأفافاس" و«الأرسيدي". بمناسبة الاحتفال بذكرى مؤتمر الصومام المصادفة ل20 أوت من كل سنة، سينظم أقدم حزب معارض تجمعا شعبيا بمنطقة إفري بولاية بجاية، احتفاء بذكرى المؤتمر، الذي يعتبر حدثا بارزا في تاريخ الجزائر الحديثة وفي مسار الثورة التحريرية 1954-1962، حيث اختارت قيادة جبهة القوى الاشتراكية شعار "من إجماع تحرير الأرض إلى إجماع تحرير الشعب"، في إشارة واضحة إلى أن حزب الراحل الدا الحسين ما يزال متمسكا بمبادرة إعادة بناء الإجماع الوطني التي أطلقها خلال المؤتمر الأخير للحزب، حيث إن الحزب يؤكد أنه "لا خيار أو بديل أمامنا كجزائريين وقوى حية للبلاد عدا التوافق من أجل إعادة بناء الإجماع الوطني قصد إخراج البلاد من أزمة هيكلية تحدق بها"، بالنظر لما تعتقد أنه "هشاشة داخلية ومحيطا إقليميا ودوليا معقدا وصعبا" تتطلب "توافقا بين جميع الجزائريين دون إقصاء لصالح بناء دولة قانون قوية ديمقراطية سيدة تكفل جميع الحقوق والحريات وتحافظ على الوحدة الوطنية ومصالح الأمة". كما أن التجمع يعد فرصة للتأكيد على أن "الوحدة الوطنية خط أحمر لا يجوز أبدا تجاوزه"، في ظل ظهور بعض "السلوكات الغريبة التي تهدد هذه الوحدة على غرار الجهويات المقيتة" بالنسبة لقيادة الحزب. وفي السياق ذاته، سينظم المكتب الجهوي للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي"، تجمعا شعبيا هو الآخر بإيفري، تحت شعار "نضال الأمس وتحديات اليوم"، ومن المنتظر أن توجه قيادة الحزب العديد من الرسائل السياسية والتاريخية، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها الجزائر، بالإضافة لاستعدادات الحزب والنقاشات القائمة داخله حول الاستحقاقات القادمة، الأمر الذي سيمكن الحزب من إعادة التموقع والتحضير للانتخابات التشريعية القادمة، خاصة وأن الحزب قاطع التشريعات السابقة في 2012، وبالنظر لقانون الانتخابات الجديد، يتحتم على الأرسيدي جمع التوقيعات على كل مقعد يريد شغله، ما يعني أن الأمر يتطلب عمل ميداني كبير، من خلال التقرب للمواطنين، وهو ما يتيحه إحياء ذكرى مؤتمر الصومام. من جهة أخرى، من المنتظر أن يقوم الوزير الأول، عبد المالك سلال، بزيارة ولاية بجاية، السبت القادم، ومن المرتقب أن يشرف على الاحتفالات الرسمية للذكرى المزدوجة 20 أوت 1955 و20 أوت 1956 التي تحتضنها بجاية هذه السنة، حيث إن المحطة الأولى لسلال ستكون من منطقة افري أوزلاقن التي احتضنت ذات يوم من 20 أوت 1956 مؤتمر الصومام الذي يعتبر من أبرز الأحداث التاريخية ومنعطفا حاسما في تاريخ الثورة التحريرية. حيث ينتظر أن يوجه الوزير الأول العديد من الرسائل التاريخية والسياسية، إلى سكان المنطقة، تحمل في طياتها طمأنة للمواطنين بخوص الوضع الاقتصادي والسياسي بصفة عامة، والدعوة للوحدة ونبذ الجهوية، وتثمين قرار ترسيم الأمازيغية. ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي، محند أرزقي فراد، أن منطقة القبائل لها دور سياسي تاريخي لا يتهان به، باعتبارها "المنطقة الوحيدة" التي تمارس "السلطة المضادة" منذ العهد العثماني حسب المتحدث- ولم يتم "تطويعها أو ترويضها"، مذكرا بإضراب المحفظة الذي كان سنة 1994، وبأحداث الربيع الأمازيغي في الثمانينيات، والربيع الأسود في 2001، فيما رفض فراد أن يعطي لإحياء ذكرى مؤتمر الصومام من طرف السلطة أو أحزاب المعارضة أي قراءة سياسية، معتبرا الأمر "عاديا جدا"، بالنظر لكون الحدث تاريخي ووطني يعني جميع الأحزاب التي بإمكانها تنظيم أي حدث في المنطقة، وأضاف أن زيارة سلال "عادية" لأنه "لم يزر إسرائيل"، مضيفة "منطقة القبائل جزء من الجزائر"، داعيا لعدم إعطاء الزيارة أكثر من حجمها العادي والطبيعي. كما رفض تسمية المنطقة ب«المتمردة"، بمقدار ما يفضل أن يعتبرها منطقة "تمارس النقد" و«رقابة السلطة في عملها".