خصص الملتقى الذي نظمه التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية لإحياء ذكرى انعقاد مؤتمر الصومام، بإفري أوزلاڤن ببجاية، لإعادة طرح قضية المجاهدين المزيفين، من قبل نجل الشهيد عميروش، نور الدين آيت حمودة، مشيرا إلى أنه يوجد 40 ألف مجاهد مقابل 250 ألف حركي بالجزائر. أكد نور الدين آيت حمودة، في محاضرة له بمناسبة انعقاد أشغال إحياء ذكرى انعقاد مؤتمر الصومام، أن منطقة القبائل تتعرض لمؤامرة منذ الاستقلال، وطالب بضرورة الاعتراف باللغة الأمازيغية في الدستور القادم. وقدم نور الدين آيت حمودة سلسلة من الأرقام حول عدد المجاهدين في كل ولاية، في بداية ثورة التحرير ويوم انعقاد مؤتمر الصومام، داعيا السلطة للكف عن إخفاء الأرقام الحقيقية لعدد المجاهدين، مؤكدا أن الجزائر أنجبت حركى أكثر مما أنجبت المجاهدين. ورافع المحاضر لصالح مهندس مؤتمر الصومام، عبان رمضان، معتبرا أن ”هناك نظرتين للجزائر منذ سنة 56، واحدة تنادي بجزائر جمهورية متفتحة على العالم، والثانية تيوقراطية تحصر الجزائر في الفضاء العربي الإسلامي”، وهذا هو جوهر الخلاف بين عبان رمضان وخصومه، حسب نور الدين آيت حمودة، الذي قرأ على الحاضرين رسالة أحمد بن بلة التي زكى فيها تصفية عبان رمضان واعتبر فيها أن العملية ”تطهير لصفوف الثورة”. وكشف نور الدين آيت حمودة أن أحمد بن بلة هو في الأصل عون للمخابرات المصرية. أما رئيس الحزب، محسن بلعباس، فركز في كلمته الافتتاحية، على انتقاد السياسة الأمنية للجزائر من خلال رفضه لجر الجيش إلى مناورات سياسية، لأنها غير دستورية بتاتا، كونه ملزما بالحياد والاستقلالية ومهامه الدستورية، ومرافقة التحول الديمقراطي. وأضاف محسن بلعباس أن إصلاح الوضع الكارثي الذي توجد عليه البلاد اليوم، لن يكون على يد شخصية ما ولا حزب ما ولا مؤسسة ما. ولم يحدد رئيس الأرسيدي أمام الحاضرين بالمسرح الجهوي لبجاية، المبادرات التي يراها تسعى نحو ”جر الجيش إلى مناورات سياسية”، لكنه أوضح شروطه أمام أي شخصية مرشحة لخلافة الرئيس بوتفليقة المريض في سدة الحكم. وانتقد محسن بلعباس السياسة الحكومية الحالية، التي قال عنها إنها تضرب أسس الدولة في العمق، مستدلا بالتوتر في علاقات الجزائر مع جيرانها. كما قلل المتحدث من مبادرة الأفافاس الخاصة بندوة الإجماع الوطني، معتبرا المرحلة الحالية لا تحتمل إجماعا مشبوها مع السلطة، وأن مشروعا من هذا النوع ليس بحاجة إلى وسيط، واعتبر أن الحل هو أن يتم التغيير من قبل المواطنين على غرار ما قامت به باقي الدول الأخرى التي قلبت أنظمتها في حملة الربيع العربي.