عودة الدفء للعلاقات بين الجزائر والرباط، كانت لها انعكاسات واضحة على الجانب السياحي ورغم أن الحدود البرية بين البلدين مغلقة منذ أوت 1994، فقد ارتفع عدد السياح القادمين من الجزائر نحوالمغرب إلى 6 آلاف سائح هذا العام، بحسب مسؤول المجلس الإقليمي للسياحة بمدينة أغادير التي تعتبر الوجهة السياحية المفضلة لدى الجزائريين، فقد أعلن مدير المجلس الإقليمي للسياحة في تصريحات صحفية عن ارتفاع محسوس في عدد السياح الجزائريين نحو المغرب وتحديدا نحو مدينة أغادير السياحية بنحو 40 بالمائة هذا العام، وأشارت مصادر مغربية إلى أنه رغم أن الحدود البرية مغلقة، إلا أن آلاف السياح القادمين من الجزائر يرغبون في التوجه لطنجة ومراكش وأغادير وباقي مدن الشمال. وأوضحت المصادر المغربية أن السلطات المغربية تدرس إمكانية فتح خط جوي دائم يعمل على مدار السنة بين الجزائر العاصمة ومدينة أغادير المغربية المعروفة بطابعها السياحي. وكانت الحدود البرية بين الجزائر والمغرب منذ فتحها إلى غاية غلقها في 1994 تعرف تدفقا أنعش حركية السياحة في المغرب، حيث عرفت المنطقة الشرقية منه بروز قطب سياحي خصوصا في الناظور والسعيدية. كما انتعشت حركية التوافد على مدينة مغنية والمناطق المحاذية لمركزي العبور العقيد لطفي وبوكانون، ويتوقع المغاربة في حالة إعادة فتح الحدود، عودة النشاط السياحي إلى أوجه بين البلدين، فيما من شأن السوق المحلية والوطنية أن تنتعش بدخول اليد العاملة المؤهلة بصفة قانونية وهي اليد التي تفتقدها السوق الوطنية في إنجاز الكثير من المشاريع العمومية والخاصة، فضلا عن انخفاض تكلفتها، حيث يشتكي أرباب قطاعات البناء والفلاحة والوحدات الصناعية من ارتفاع تكاليف اليد العاملة المحلية المؤهلة على ندرتها. ورغم أن المغرب يعتبر المستفيد الأكبر من أي تطور إيجابي في العلاقات الثنائية، من شأنه إعادة فتح الحدود البرية المغلقة أو ارتفاع نسبة الوافدين للسياحة من الجزائر إلى الوجهات المغربية المفضلة، فإنه من مصلحة حسابات العاصمتين التوجه نحو المزيد من الانفتاح، وهذا لا يمنع مواصلة سياسة تشديد المراقبة على الحدود ومحاربة ظاهرة تهريب المخدرات وشبكات الإرهاب وتوريد السلاح. ومعلوم أن العلاقات الجزائرية المغربية عرفت في الفترة الأخيرة دفئا غير معتاد على إثر اللقاءات رفيعة المستوى التي تمت للتباحث بشأن قضايا مشتركة تدفع البلدين إلى المزيد من التقارب. كما أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة دأب على توجيه رسائل وبرقية تهنئة في كافة المناسبات الرسمية التي يحيها المغرب ولم يعد مفاجئا حدوث تطورات إيجابية في ملف التقارب الجزائري المغربي على ضوء الإعتبارات التي غالبا ما تدفع إلى تطبيع غير متوقع، مثلما هو الشأن بالنسبة للتطبيع في التعاون الأمني على أعلى المستويات. ومن جانب آخر نشير إلى أن تونس هي الأخرى تعرف حركية سياحية جزائرية، حيث تتوقع السلطات التونسية استقبال أزيد من 3. 5 مليون سائح جزائري.