بدأت المساعي الدولية لاحتواء الخلافات بين المنتجين الكبار للنفط تأتي بثمارها مع اقتراب اجتماع أوبك في الجزائر خلال الشهر الجاري. وفي انتظار ما ستسفر عنه نتائج زيارة الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة التي يباشرها اليوم بالجزائر العاصمة، وقّعت أمس السعودية وروسيا على اتفاق مبدئي لتنسيق الجهود بهدف تحقيق الاستقرار. وسيقوم الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة، خياشنغ سون، بزيارة إلى الجزائر ابتداء من اليوم الثلاثاء، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الطاقة أمس. وتدخل هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام في "إطار التحضيرات للندوة الوزارية ال15 للمنتدى الدولي للطاقة المقرر عقده من 26 إلى 28 سبتمبر بالجزائر العاصمة"، يضيف البيان. وخلال هذه الزيارة التي سيقود فيها سون وفدا من الأمانة العامة للمنتدى العالمي للطاقة، سيلتقي ممثل المنتدى بوزير الطاقة نورالدين بوطرفة. كما سيقوم ايضا بزيارة المركز الدولي للمؤتمرات الكائن بالجزائر العاصمة والذي سيحتضن هذا الحدث الدولي الهام، حسب المصدر نفسه. من جهة أخرى، وقعت روسيا والسعودية أمس على بيان مشترك يقضي باتخاذ إجراءات مشتركة بهدف تحقيق استقرار سوق النفط، التي تعاني من تخمة مفرطة في المعروض. وبموجب هذا الاتفاق ستعمل موسكو والرياض على اتخاذ تدابير مشتركة للتنسيق مع المنتجين الآخرين للنفط في العالم، للحفاظ على استقرار أسعار النفط، التي هبطت بأكثر من 60 بالمائة منذ منتصف عام 2014. وجاء في البيان المشترك، الذي وقعه وزير الطاقة الروسي، ألكساندر نوفاك ونظيره السعودي، خالد الفالح على هامش قمة العشرين في الصين: "الجانبان يؤكدان على أهمية الحوار البناء والتعاون بين أكبر الدول المنتجة بهدف دعم الاستقرار في سوق النفط، وتوفير مستوى ثابت من الاستثمارات على المدى البعيد، لذلك اتفق الوزيران على العمل معا أو بالتنسيق مع المنتجين الآخرين للنفط". كما اتفق الوزيران على إنشاء مجموعة عمل مشتركة للتعاون في مجال النفط والغاز، والتي ستقوم بمراقبة وتقييم الوضع في سوق النفط، وستعقد مجموعة العمل هذه أول اجتماعاتها في أكتوبر. وفي مؤتمر صحفي مشترك بين وزيري الطاقة الروسي والسعودي، أعلن نوفاك أن روسيا والسعودية تنتقلان الى الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة. وقال: "عمليا اليوم فتحنا عصرا جديدا من التعاون، التعاون في مجال الطاقة بيننا ينتقل إلى تعاون وثيق استراتيجي، وهذا أصبح ممكنا بفضل علاقات الثقة مع الأصدقاء العرب". وأوضح وزير الطاقة الروسي أن التعاون مع السعودية يتضمن سبلا لإحلال الاستقرار في أسواق النفط العالمية، بما في ذلك الحد من إنتاج الخام، منوها إلى أن تجميد إنتاج النفط عند مستويات محددة قد يساهم في استقرار سوق النفط، التي تأخر التوازن فيها بين العرض والطلب. من جهته، قال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إن المملكة وروسيا اتفقتا للمرة الأولى على هذا المستوى العالي للتعاون بينهما في مجال النفط، منوها إلى أن الوقت الراهن مناسب لاتخاذ قرار للتعاون بين البلدين. وشدد الوزير السعودي على أن الدولتين وحدهما ليس بمقدورهما إعادة التوازن لسوق الخام، بل يتوجب تضافر جهود جميع الدول المنتجة للنفط، مشيرا إلى أهمية هذه الخطوة كونها تصب في مصلحة المنتجين والمستهلكين. وفور توقيع البيان المشترك قفز سعر برميل النفط ماركة "برنت" بنسبة 5. 4 بالمائة ليصل إلى 49.15 دولار، لكنه عاود إلى الانخفاض ليسجل قراءة عند 47.97 دولار للبرميل.