شهدت الساعات الأخيرة ظهور بوادر مطمئنة حول تعافي أسعار البترول قبيل اجتماع اوبك المصيري الخميس المقبل بفيينا، إشارات ايجابية انبعثت من روسيا والسعودية والكويت استقرت معها الأسعار نهاية الأسبوع، وتنفس معها المسئولون الجزائريون الصعداء وهم الذين يكافحون في الكواليس بشراسة ل (إنقاذ) أسعار البترول من التهاوي أكثر و(حماية) مصدر قوت الجزائريين.. ظهرت أمس ولأول مرة بوادر إمكانية إحداث تنسيق سعودي - روسي لضبط المعروض في أسواق النفط العالمية، بعد أن قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، إن السعودية وهي أكبر منتج للنفط في العالم وداخل منظمة أوبك، وروسيا أكبر منتج من خارج أوبك بنحو سبعة ملايين برميل يوميا، متفقتان على دور السوق في تحديد سعر النفط، وإن الدول المنتجة للنفط إذا وجدت أن أسعار الخام تحركها عوامل مصطعنة فستكون قادرة على أخذ الإجراء المناسب. من جهته قال الدكتور علي العمير وزير النفط ووزير شؤون مجلس الأمة الكويتي، إن الكويت تؤيد أي تنسيق بين دول أوبك وروسيا سواء من خلال السعودية أكبر منتج داخل المنظمة أو بشكل جماعي، مشيرا إلى أن ذلك سيسهم في ضمان استقرار إمدادات الطاقة من جهة والأسعار من جهة أخرى. من جهة أخرى قالت مصادر دبلوماسية روسية من فيينا، إن حدوث تنسيق روسي - سعودي لضبط المعروض من النفط في الأسواق، أمر وارد لحماية اقتصاديات المنتجين، ورجحوا وجود تفاهمات سعودية - روسية حول تحقيق الاستقرار فى سوق إنتاج وتصدير النفط، بهدف وقف التدهور المستمر لأسعار النفط، بعد أن بلغت مرحلة تهدد فيها اقتصاديات المنتجين، خصوصا أن هناك اتهامات من دول لأوبك بأن زيادة الإنتاج الروسي أسهم في تدهور الأسعار. من جهته قال محلل النفط الروسى إيجور ياكوفلف إن أي اتصالات سيجريها الروس مع وزراء الأوبك في الاجتماعات المقبلة في فيينا ستكون مهمة، مشيرا إلى أن التنسيق مع روسيا بثقلها في إنتاج صناعة النفط يعتبر عاملا مهما في تحقيق الاستقرار في السوق. وأشار أيضا إلى أهمية التنسيق والتعاون بين الوكالة الدولية للطاقة (IEA) ومنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وتقريب وجهات النظر بين الجانبين في كل ما يتعلق بقضايا الطاقة في العالم. ونبه إلى ضرورة أن يهتم صناع القرار في مجال النفط بالدراسات الخاصة بالتوقعات في عمل سوق النفط مشيرا إلى أن التوقعات المبنية على دراسات مستفيضة وموثقة بشكل جيد يمكن أن تعين صانع القرار على اتخاذ القرار المناسب. ويؤكد المحلل الروسى فالنتين بومينوف أن أسعار النفط لن تنخفض بشكل كبير ويتوقع عودتها للتعافي خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن زيارة وزير الطاقة الروسي إلى فيينا هذا الأسبوع ستمكن من عمل اتصالات مكثفة للتنسيق مع دول الأوبك للحفاظ على استقرار السوق. وقال إن الإحصائيات تؤكد تنامي الطلب على النفط من الصين والهند وباكستان مشيرا إلى أن إيران تخطط لزيادة حجم استخراج النفط لتلبية الطلب الداخلي الذي قد يرتفع بعد تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها، مبينا أن فكرة انهيار سعر النفط هي مجرد حرب نفسية ولا وجود لها في الواقع العملي ومن المتوقع أن تتعافى الأسعار مشيرا إلى أهمية تكثيف الدراسات التحليلية لوضع سوق النفط. وكانت سلة الأوبك قد سجلت في أول نوفمبر الجارى 80.64 دولار كما تراوحت في أوائل سبتمبر الماضي قرابة ال 100 دولار بتراجع قاربت نسبته 30 في المائة في أقل من ثلاثة أشهر. وقال مراقبون إن الأسعار تتجه إلى الاستقرار قبل أيام قلائل من عقد الاجتماع الوزاري المهم والمرتقب رقم 166 لوزراء نفط دول منظمة الأوبك في فيينا الخميس المقبل ترقبا لما سيسفر عنه الاجتماع. هذا وتماسكت أسعار نفط أوبك وسجل سعر سلة الأوبك المكونة من 12 خاما 74.03 دولار الخميس مقابل 74.05 دولار فى اليوم السابق طبقا للبيانات التي أعلنتها منظمة الأوبك في فيينا أمس الجمعة، فيما استقر سعر برنت عند 80 دولارا للبرميل بنهاية تعاملات أمس.