الصراعات الجيواستراتيجية وراء الانهيار وتنويع الاقتصاد البديل أكد عبد المجيد عطار، وزير الطاقة الأسبق والرئيس المدير العام الأسبق لمجمع سوناطراك، ونائب رئيس جمعية “الصناعة والغاز”، على ضرورة تجميد إنتاج النفط، مبرزا أن هناك مؤشرات إيجابية للاتفاق حول ذلك في الاجتماع الهام لدول “الأوبيك”، الذي تحتضنه الجزائر نهاية الشهر الجاري. أبرز عطار أمس، من خلال القناة الإذاعية الثالثة الأهمية الكبيرة التي يكتسيها “منتدى الطاقة” الذي سينعقد بالجزائر نهاية الشهر الجاري، كونه يجمع كل الدول المنتجة للنفط المستهلكة له والشركات المنتجة للطاقة عموما، حيث يدرسون ويناقشون في هذا الاجتماع وضعية سوق المحروقات في العالم. وبما أن دول “الأوبيك” (التي تنتج 35 بالمائة من النفط على المستوى العالمي) قد وافقوا على الالتقاء هنا بالجزائر، فإن لذلك قد يؤدي حسب عطار إلى إيجاد اتفاق، مع إمكانية إيجاد سبل لاستقرار أسعار النفط، مشيرا إلى أن روسيا وإيران أكدا مشاركتهما، مع الإشارة إلى أن موقف الأخيرة من تجميد الإنتاج، يرجح أن يكون بسبب عدم نجاح الاجتماع الأخير للدول المنتجة للنفط. وأفاد عطار يقول أن أزمة المحروقات التي بدأت في جويلية 2014، جعلت أسعار النفط تعرف هبوطا حرا غير مسبوق، حيث بلغت نهاية السنة المذكورة 40 دولارا، لافتا أنه منذ 2015 سعر المتوسط لبرميل النفط ما بين 47 و48 دولارا، وهذا يعني حسبه لا “الأوبيك” ولا غيرها تقرر مستوى أسعار البترول، بل هناك معايير أخرى، مفيدا أن الاستهلاك العالمي للمحروقات دخل مرحلة جديدة، ولا يمكن لخفض أو زيادة الإنتاج أن تؤثر على السعر. وإذا كنت العوامل المذكورة آنفا لا تؤثر في سعر النفط، فإن المسائل الجيوسياسية تساهم في ذلك، وقد ذكر عطار على سبيل المثال، أن إضراب في نيجيريا، يمكن أن يخفض سعر البرميل بدولار أو دولارين، كما أن الصراع بين دول من منطقة الشرق الأوسط يؤدي إلى أزمة نفطية. وهناك 7 معايير على الأقل حسب عطار، تساهم في تحديد مستوى سعر برميل البترول، أول معيار يتمثل في العرض والطلب، لافتا إلى أن العرض حاليا أكبر من الطلب في العالم بحوالي 2 مليون برميل، والمعيار الثاني يتمثل في ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي منذ 2006 (أمريكا ثالث منتج بعد روسيا والعربية السعودية)، أما المعيار الثالث فيتمثل في الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم منذ 2008، وهناك معيار قيمة الدولار الذي تراجع أمام الأورو بنسبة تتراوح ما بين 20 و25 بالمائة، وهذا هام جدا لأن كل التبادلات تتم بهذه العملة، بالإضافة إلى معيار آخر يتمثل في انخفاض مستوى استهلاك النفط على المستوى العالمي. وأكد عطار أن أسعار النفط لن تعاود ذلك الارتفاع الذي شهدته 2009 ببلوغ سقف 120 دولار للبرميل، بينما سيكون هناك توازن في السعر، انطلاقا من طاقة الاستهلاك العالمية، وقال أن هناك نوعا من السباق نحو زيادة الإنتاج، التي لم تنعكس على جانب السعر. ويرى عطار أن إنتاج البترول عالميا قد تراجع أمام الغاز والفحم، وهذا ما يعطي للجزائر فرصة أكبر لتطوير إنتاجه، بالنظر إلى القدرات الهامة التي تتوفر عليها في هذا المجال، بالإضافة إلى مخزونها من الغاز الصخري، والذي ستلجأ إلى إنتاجه مستقبلا حسب قوله، في حين أن إنتاجها للنفط لايتعدى 2،1 مليون برميل. الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة في زيارة إلى الجزائر يقوم الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة خياشنغ سون، بزيارة إلى الجزائر ابتداء من اليوم، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الطاقة. وتدخل هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام في “إطار التحضيرات للندوة الوزارية ال15 للمنتدى الدولي للطاقة المقرر عقده من 26 إلى 28 سبتمبر بالجزائر العاصمة”، يضيف البيان. وخلال هذه الزيارة التي يقود فيها سون وفدا من الأمانة العامة للمنتدى العالمي للطاقة يلتقي ممثل المنتدى بوزير الطاقة نور الدين بوطرفة. كما يقوم أيضا بزيارة المركز الدولي للمؤتمرات الكائن بالجزائر العاصمة والذي سيحتضن هذا الحدث الدولي الهام، حسب نفس المصدر.