اجبار حجاج الموسم القادم على التسجيل في المسار الالكتروني تفاديا لمشاكل الاسكان قدم وزير الشؤون الدينية و الاوقاف محمد عيسى مجموعة من التبريرات لما يحدث في موسم الحج الحالي قبل حتى ان تنطلق ايام المشاعر ،وقال ان كل عمل ينطوي دائما على نقائص و اختلالات وان تحايل بعض الاطراف و اخلالها بالالتزامات يبقى واردا ، كما ان العيب ليس في الوقوع في الخطأ ولكن في عدم تصحيحه ، وان يكون الاهمال مساسا بحج الكرامة الذي اعترف ان الحكومة لم تتمكن بعد من تحقيقه رغم مرور ستنين عن انطلاق المشروع بتعليمة من رئيس الجمهورية . طفت مؤخرا الى السطح مشاكل الحج ومعاناته لفئة من الحجاج ، قالوا انهم انخدعوا بوكالات سياحية وعدتهم بالرفاه وانتهى بهم المطاف في غرف مكتظة دون حمام ودون مكيفات مناسبة ،رغم ان وزارة الشؤون الدينية و الاوقاف كانت قد صنفت الوكالات التي تستحق المشاركة في تنظيم الحج و اقصت اثنتين بتهمة الاهمال ،لكن ما حدث مؤخرا في البقاع المقدسة يؤكد واقعا اخر غير الذي كانت تتحدث عنه الوزارة من تنظيم الموسم قبل شهور عديدة واتخاذ كافة الاجراءات لإنجاحه ،وقد اعترف محمد عيسى من البقاع المقدسة بحدوث تجاوزات و اخلالات يجري العمل على تصحيحها وحفظ كرامة الحاج الجزائري الذي اضطر احيانا الى المبيت في قاعات الاستقبال على مستوى الفنادق و الاكل خارج الفنادق بسبب سوء الاعاشة حسب شكاوى البعض . و اكد محمد عيسى بعد اجتماع تقييمي مع منسق بعثة الحج و العمرة يوسف عزوزة و القنصل العام للجزائر بجدة عبد القادر القاسمي الحسني ، و رئيس مركز بعثة الحج و العمرة مسعود بولجويجة و ممثلي مختلف القطاعات المعنية ببعثة الحج و العمرة "إننا لا ندعي القول بأننا حققنا الكمال"، وبرر بان "كل عمل ينطوي دائما عن نقائص و اختلالات لكن إذا لاحظنا عيوب يجب علينا البحث عن مكمن المشكلة من اجل إيجاد الحلول سيما خلال نقل الحجاج من مكة إلى المدينة أو جدة باتجاه المطارات من اجل العودة للوطن".ابعد من ذلك اعتبر المسؤول الاول عن قطاع الشؤون الدينية و الاوقاف أن المرحلة الأولى من موسم حج 2016 كانت "ناجحة" مقارنة ب"التجارب السابقة"، معتبرا ان عدد الوفيات وسط الحجاج وطبيعة الوفاة تؤكد ذلك لأنها كانت قليلة وطبيعية تتعلق بكبار السن والمرضى المزمنين ،كما ان القضاء على ظاهرة اختراق الايديوجيات لحملة الحج الجزائرية دليل على نجاح الموسم جزئيا الى غاية انتهائه،حيث سيتم اعداد مخطط خاص لأيام الشعائر في مزدلفة وعرفة ومنى . و بالمقابل لم ينف الوزير تجاوزات عدد من الوكالات السياحية فيما يتعلق بنوعية الخدمات المقدمة للحجاج تخص الخدمات الاساسية من الاسكان و الاعاشة ،معتبرا ان تحايل الاخرين وارد ،حيث توعد الوكالات المقصرة بإجراءات قاسية جدا تصل حد الاقصاء من تنظيم الحج ، و اكد المصدر ان الحاج الذي دفع اموالا مقابل خدمات لابد ان يتحصل على هذه الخدمات في مستواها المطلوب خاصة ما تعلق بالإسكان و الاعاشة وهي الخدمات التي عرفت اكبر قدر من شكاوى الحجاج وفي السياق ذكر محمد عيسى ان ظروف الاقامة في مكة مختلفة عن المدينة بسبب الطبيعة الجغرافية والاكتظاظ في السكنات ،وهو الحديث الذي يرجى من ورائه تبرير الخلل،كما لمح الى ان مشكل الاسكان الذي عانى منه بعض الحجاج هم السبب فيه بعد رفضهم التسجيل في المسار الالكتروني ما خلف مشاكل في ايجاد سكن واختيار المرافقين في الغرف ،الامر الذي سيدفع وزارة الشؤون الدينية و الاوقاف الى جعل التسجيل اجباريا في الموسم القادم . على صعيد اخر ،اكد محمد عيسى ان ما قيل بخصوص الاحتيال على 47 شخصا في العاصمة في قضية الحج لن يؤثر في الجزائر تماما ،وان تكفل السلطات السعودية بحج هؤلاء الجزائريين ليس اهانة للجزائر ولكنه دليل على قيمتها ،و اضاف ان التحقيقات تجري في الجزائر حول الجهات المتورطة في القضية بما ان التأشيرات التجارية منحت في الجزائر وان الاجراءات المناسبة ستتخذ بعد ظهور نتائج التحقيق.