الأمم المتحدة: "تنظيم القاعدة يتموّن بالأسلحة من ليبيا" حذر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان من خطر انتقال عناصر من تنظيم داعش إلى تونسوالجزائر أو مصر، عندما يتم طردهم من المناطق التي يحتلونها في ليبيا. ودعا المسؤول الفرنسي دول جوار ليبيا "لاتخاذ الإجراءات اللازمة أمنيا وعسكريا للتصدي لحملة تسلل مفترضة عبر المنافذ الحدودية". وقال لودريان في ندوة في باريس "يجب علينا أن نتحسب بشكل جدي لمسألة توزع الإرهابيين بعد استعادة سرت وغدا بنغازي" من أيدي المتطرفين، مضيفاً أن ذلك "سيحمل مخاطر جديدة بطريقة غير مباشرة لتونسوالجزائر ومصر وبلدان الساحل عموما". وأبلغت السلطات الجزائرية، حسب مصدر عليم، مبعوثين فرنسيين، خلال اتصالات تجري منذ عدة أيام، بأن الجزائر لن تشارك في أي عمليات عسكرية أوأمنية لتدمير "داعش" ومنع تمددها، في إطار مبادرة دولية بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية عسكريا في شكله الحالي، أي في سورياوالعراق. وتوصّل الجزائريون في وقت سابق مع مسؤولين أمريكيين إلى اتفاق لمواجهة "داعش" في فرعه المحتمل في المغرب العربي ومنطقة الساحل على أساس محلي سيادي في كل دولة مع تكثيف التعاون الاستخباراتي بين الدول المعنية بمكافحة الإرهاب. وقد جاء ذلك كردّ جزائري على طلب قدمته واشنطن للجزائر للمساعدة أمنيا لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في إطار جهد عسكري دولي. وكشف المصدر بأن فرنسا والولايات المتحدة تعتبران أن تعاون الجزائر في مسألة مواجهة "داعش" أكثر من ضروري. وتركز فرنسا وحلفاؤها عملياتها للتصدي ل«داعش" في 3 مناطق في إفريقيا، هي نيجيرياومالي وليبيا. وتتعلق المسائل التي تجري الاتصالات بشأنها مع الجزائريين بالتعاون في مواجهة "داعش"، زيادة على التنسيق بينها وبين القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتحاق الجهاديين الليبيين بهذا التنظيم والأخبار المتداولة حول "بيعة" التوحيد والجهاد لخليفة الجماعات الجهادية الجديد أبوبكر البغدادي، والتحاق كتائب سلفية جهادية ليبية بتنظيم "داعش"، ومنع وصول السلاح والمال والجهاديين من بعض المناطق في شمال إفريقيا إلى العراقوسوريا. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد حذّر بدوره من أن يقوم عناصر من تنظيم "داعش" يفرون من مدينة سرت، معقلهم الرئيسي في ليبيا، بتشكيل خلايا جديدة في مناطق أخرى من هذا البلد وفي شمال إفريقيا. وأعرب بان عن مخاوفه في تقرير سري رفعه إلى مجلس الأمن واطّلعت "البلاد" على نسخة عنه. وجاء في التقرير "أن الضغوط التي تمارس مؤخرًا على تنظيم داعش في ليبيا قد تحمل عناصره بمن فيهم المقاتلين الأجانب، على نقل مواقعهم وإعادة التجمع في خلايا أصغر وأكثر انتشارًا جغرافيا، عبر ليبيا وفي الدول المجاورة". وحسب التقرير، هناك ألفان إلى خمسة آلاف مقاتل من تنظيم داعش يتحدرون من ليبيا وتونسوالجزائر ومصر وكذلك من مالي والمغرب وموريتانيا، موجودون في سرت وطرابلس ودرنة أقصى الشرق. وأشار التقرير إلى أن عشرات المقاتلين التونسيين عادوا إلى بلادهم وفي نيتهم تنفيذ اعتداءات. وذكرت الوثيقة أنه يتم إرسال أموال من ليبيا إلى جماعة "أنصار بيت المقدس" التي أعلنت ولاءها للتنظيم . كما ذكر بان، أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، النشط في مالي وكامل منطقة الساحل، ما زال يحصل على أسلحة وذخائر من ليبيا. وأشار التقرير إلى أن الجزائري مختار بلمختار زعيم جماعة "المرابطون" المتشددة، الناشطة في منطقة الساحل، ينتقل بسهولة إلى ليبيا.