كيري في القاهرة لبحث تداعيات الانفلات الأمني في ليبيا وبلدان الساحل العائدون من سورياوالعراق تحت مجهر الأجهزة الأمنية أفاد مصدر ديبلوماسي عربي بأن الجزائر ومصر شرعتا في تفعيل المشاورات الثنائية على الصعيد الأمني والسياسي لتنسيق المواقف حول التحرك الدولي لمواجة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف اختصارا ب"داعش". وتدرس سلطات البلدين حسب المصدر نفسه تداعيات الانخراط في الحشد العسكري الدولي على "الإرهاب الداخلي" في ظل مخاوف من انفلات الوضع بسبب التطورات المتفجرة في ليبيا وشمال مالي. وحل امس بالعاصمة المصرية القاهرة، وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في زيارة التقي خلالها عدداً من المسؤولين المصريين، على رأسهم سامح شكري، وزير الخارجية، في إطار الجولة التي يقوم بها في منطقة الشرق الأوسط لحشد التأييد للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وجاءت زيارة كيري للقاهرة بعد 48 ساعة فقط من اجتماع جدة، الذي شارك فية وزراء خارجية مصر والولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجى وتركيا والأردن والعراق، لبحث إستراتيجية مواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة. وسوف يستكمل كيري في القاهرة المشاورات حول سبل مواجهة التنظيمات الإرهابية في ظل استمرار تناحر الميليشيات المسلحة في ليبيا وعودة النشاط الارهابي اللافت في مصر والجزائر وتونس وشمال مالي. ومن المنتظر أن تتناول المحادثات الدور العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وكذا مخطط دول جوار ليبيا لتجنب تفجر الوضع الأمني في بلدان المغرب العربي ومنطقة الساحل قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر هذا الأحد بالقاهرة. وعلمت "البلاد" أن اللجنتين السياسية والأمنية اللتين ترأسهما كل من مصر والجزائر ترفض من حيث المبدأ أي تدخل عسكري أي كان نوعه وتحت أي غطاء دولي أو إقليمي في ليبيا التي تشهد مواجهات بين ميليشيات مسلحة بعضها أعلن صراحة عن توجهاته الجهادية لإقامة "الإمارة الإسلامية" خاصة أن بوادر التوصل إلى حل سياسي لا تزال قائمة من خلال جهود دول الجوار وإعلان كل من الجزائر والقاهرة أن "الأزمة الليبية الحالية تشكل أولوية أمنية قصوى" للقيادة السياسية والأمنية للبلدين. ويختلف الخطر الأمنى الذى يشكله تنظيم داعش على الأمن القومى في مصر والجزائر وبقية بلدان الساحل، عن باقى الدول التى تشترك حدودها مع البلدان التى سيطر عليها مسلحو الدولة الإسلامية بالعراق والشام. ومن هذا المنطلق تتحفظ بلدان المغرب العربي حسب ما استقته "البلاد" من مصادر دبلوماسية عربية واكبت اجتماع وزراء الخارجية العرب مؤخرا على تفاصيل وآليات الانخراط في حملة عسكرية دولية لمواجة "داعش" دون تسجيل نفس الموقف من التحركات الإرهابية لتنظيم "القاعدة" والفروع المحلية له في تلك الدول على غرار "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي" الذي يقوده عبد المالك دروكدال والتنظيمات الجهادية الأخرى. وفى الوقت الذى زعم بعض الإرهابيين تأسيس ما يسمى بداعش مصر وحتى في ليبيا، عن طريق مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" و«تويتر"، أكدت مصادر أمنية رسمية خلو مصر لحد الآن من أى تواجد لعناصر التنظيم الإرهابى الأخطر فى تاريخ الجماعات المسلحة التى تهدد أمن الدول العربية. بالمقابل شرعت المصالح الأمنية في ظل هذه التطورات في إعداد تقارير مفصلة بشأن رصد التنظيم الذى يقود موجة إرهابية عنيفة فى الأماكن التى سيطر عليها مسلحون بدولتى العراقوسوريا. ومن تلك الإجراءات إخصاع حركة السفر والتنقلات لكل المواطنين على محور سوريا وتركيا والعراق في إطار تقفي آثر المقاتلين الجهاديين المنخرطين فى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام لقتال نظام بشار الأسد فى سوريا. واعترف مصدر أمني عليم بأن ملف "العائدين من داعش" يشكل هاجسا أمنيا لأغلب الدول على غرار إشكالية الجهاديين العائدين من حرب أفغانستان، وألبانيا الذين قادوا العديد من العمليات الإرهابية في الجزائر ومصر بعد عودتهم إلى البلاد خلال مرحلة التسعينيات