يستأنف بدءا من يوم الأحد النشاط الرسمي للأفلان بقيادة أمينه العام عمار سعداني عقب شهرين من الغياب الفعلي عن الساحة السياسية. وبرغم تضارب الآراء في الساحة السياسية بشأن الأسباب الحقيقية التي غيّبت سعداني عن الوضع في البلاد، إلا أن أعضاء المكتب السياسي الذين تولوا أمور الحزب سواء خلال تواجده في البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج مثلما أعلن الحزب عن ذلك، أو قبل وبعد ذلك أكدوا في أكثر من مرة أن غياب سعداني لا علاقة له بأي تطورات سياسية. سعداني الذي سيخرج إلى وسائل الإعلام سيقود حملة سياسية لحزب جبهة التحرير الوطني، يحضّر من خلالها لخوض سباق الانتخابات التشريعيات القادمة المزمع إجراؤها في أفريل 2017، وعينه على ما تبقى من الاستحقاقات الأخرى سواء الانتخابات المحلية البلدية والولائية، التي ستجرى قبل نهاية السنة القادمة أو الاستحقاق الرئاسي المقبل لعام 2019 الذي دافع طيلة سنة 2016 عن شرعية تمسك الرئيس بوتفليقة بإتمام عهدته إلى ذلك التاريخ، في رده على مطالب ودعوات أطلقتها شخصيات سياية من المعارضة شككت في قدرة الرئيس على مواجهة أعباء الحكم، لكن تلك الحملة سرعان ما خفت حدتها قبل أن تختفي من الساحة السياسية. ويحضر الأفلان لمواجهة خصومه السياسيين دون سند من حليفه "اللدود" التجمع الوطني الديمقراطي الذي يعتبرع عمار سعداني غير مؤتمن الجانب، في إشارة تاريخية إلى طريقة صعود الأرندي التي تمت على حساب أصوات وشرعية المقاعد التي تحصل عليها الأفلان في الانتخابات التشريعية والمحلية لسنة 1997، التي قلبت فيها السلطة صناديق الاقتراع لصالح الحزب الجديد أو البديل في ذلك الوقت، بعدما رأت أن الأفلان أصبح حزبا متمردا، مما دعا أصحاب القرار في ذلك الوقت إلى التفكير في طريقة بديلة تكون مطية لاستمرارية الحكم، دون الزج بالبلاد في أتون خلافات سياسية حادة قد تعيدها إلى نقطة 1992. ورغم التزوير الفادح فإن الأفلان وقتها تعامل مع القضية بحيطة وحذر، جنبته الدخول في مواجهات أخرى مع السلطة. والأفلان الذي يسعى لأن يكون قويا بنتائج الانتخابات التشريعية القادمة، يسعى أيضا لأن يستمد تلك القوة بعيدا عن أي تحالف أو شراكة مع أحزاب أخرى حتى لو كانت من طينة الأرندي، وهذا ما يفسر الهجوم الحاد الذي يشنه عمار سعداني من حين لآخر ضد أويحيى وحزبه. وعليه فإن اليوم سيكون بمثابة نقطة انطلاق للأفلان ضمن الموسم السياسي الجديد، رغم ما لف غياب سعداني من غموض، إلا أن تطمينات مساعديه أجلت الكثير من التردد والغموض الذي رافق استراحة سعداني ثم رحلته إلى الحج. فيما أكد أحد أعضاء المكتب السياسي أن تلك العودة تزامنت وإصابته بزكام تمنى خصومه أن يكون سياسيا.