يشرع حزب جبهة التحرير الوطني في نشاطات جوارية في مختلف الزوايا عبر الوطن ، حسب ما علمته "البلاد" من مصدر مطلع ، أكد أن عمار سعداني برمج عدة خرجات نحو الزوايا خلال الأيام القليلة القادمة ، في وقت أفادت مصادر متطابقة أن الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم يكون قد استقبل مبعوثين من محيط الرئيس طلبوا منه تهدئة جبهة النزاع، عقب الهجوم الحاد الذي تعرض له من طرف الأمين العام للأفلان عمار سعداني، و صفه مصدرنا بعير المحسوب، الذي يكون قد خلف بيئة غير محسوبة هي الأخرى من شأنها التشويش على حسابات السلطة في التحضير لمختلف الاستحقاقات ، كما أنها قد تغذي الصراعات غير المرغوب فيها بين كتلة الموالاة نفسها ، وتكون هذه الوساطة أو هذا "الطلب" في سياق ترتيبات سيتم الاعلان عنها قبل نهاية السنة تمس حزب جبهة التحرير الوطني للخروج به من دائرة الصراعات التي أصبحت تثير الصداع في رأس السلطة نفسها ، عوضا عن خلق أجواء سياسية من شأنها بسط الاستقرار، والتفرغ لمعالجة المشاكل التي تتعرض أجندة السلطة نفسها. وجاءت رغبة الرئاسة في طي ملف الخلاف داخل الأفلان ، بعدما تبين إمكانية حدوث فلتان أقوى مما سبق خلفته آخر التصريحات التي ترجلها عمار سعداني ، وأحدثت زعزعة للاستقرار السياسي الذي تعمل السلطة على التحكم فيه ، فهي مقبلة على الانتخابات البرلمانية ، وقد أعلنت عن طبيعة الهيئة الرقابية لها من خلال تعيين رئيس لها ، كما أن نتائج الانتخابات البرلمانية في المغرب ، شدت إنتباه الرأي العام في بلادنا ، وفي عدة دول عربية ، لذلك فإن أحزاب الموالاة ليس من مصلحتها مواصلة النزاعات "الكلامجية" ، التي تفكك وحدتها ، في الولاء وحصد المقاعد البرلمانية بكل أريحية. و من المرتقب بحسب مصادرنا أن يخفف عمار سعداني من حدة خطابه ، بل وقد يغيره بالخروج من دائرة الشخصانية في مخاطبة الرأي العام والابتعاد عن الزج بالحزب في أتون هذه الخلافات التي من شأنها أن تنعكس سلبا على آدائه في الاستحقاقات القادمة المزمع إجراءها في أفريل من السنة القادمة. ولا يقتصر الأمر على الإخوة الأعداء داخل الحزب العتيد ، بل على الأفلان من جهة والأرندي من جهة أخرى، وهذا ما يفسر تحفظ أحمد أويحيى الخوض في شؤون عمار سعداني تفاديا للصدام "الكلامجي" الذي استنزف معسكر الموالاة في معارك وهمية، وهذا ما تسعى الرئاسة إلى تجاوزه ، بالتدخل على أكثر من مستوى لوقف التدهور السياسي في الساحة السياسية ، وتفكيك الألغام التي من شأنها تفجير أوضاع الأفلان الداخلية ، وهذا أمر لا يخدمها بطبيعة الحال.