عادت المكتبة الوطنية إلى تنظيم نشاطاتها الثقافية والأدبية بعد توقف دام أكثر من عامين في ظل شغور منصب المدير العام الذي تولاه الوزير السابق والشاعر عز الدين ميهوبي قبل أسابيع، حيث قدم الوزير الأسبق محي الدين عميمور مساء أول أمس كتابه الجديد ''أربعة أيام صححت تاريخ العرب''. واعتبر ميهوبي أن برنامج عمله المبدئي خلال الفترة القادمة، سيركز بالأساس على الكتاب من خلال تنظيم العديد من النشاطات والتظاهرات التي من شانها إعادة الاعتبار للكتاب كونه ركيزة الثقافة الأولى، ويحتاج الرعاية والاهتمام الإعلامي. وأوضح المتحدث أنه سيعمل على إعادة أمور المكتبة الوطنية إلى سابق عهدها بعد الشلل الذي أصابها عن طريق تفعيل العديد من المشاريع التي راهنت عليها المؤسسة في وقت سابق كمشروع المكتبة الرقمية وتقديم أحدث الإصدارات في هذا الجانب، مضيفا أنه سيكون هناك ''عمل وتنسيق دائم مع المؤسسات التي لها صلة بالكتاب، وستعمل المكتبة ضمن المشروع الثقافي الوطني الذي تشرف عليه وزارة الثقافة''. واعتبر ميهوبي أن مشروع الرقمنة هو ''رهان وعمل أساسي تعمل المكتبة الوطنية على كسبه''، مؤكدا على أهمية توظيف التكنولوجيات الحديثة في خدمة الرصيد الثقافي والمعرفي الذي تتوفر عليه المكتبة، وجعله مادة متاحة أمام الباحثين والطلبة والمهتمين. من ناحية أخرى، أوضح الوزير الأسبق محي الدين عميمور لدى تقديمه كتابه ''أربعة أيام صححت تاريخ العرب'' الصادر عن ''دار هومة''، أن مؤلفه يهدف إلى تسليط الضوء على صورة العلاقة بين الجزائر ومصر كدولتين عربيتين مثلما وضع قبل سنوات القارئ أمام صورة العلاقات الجزائرية الباكستانية، حيث أن الكتاب يبرز رؤية صاحبه وموقفه من الأزمة الأخيرة التي حدثت بين البلدين على خلفية مباراة في كرة القدم أدت إلى ''قطيعة ثقافية'' وتصريحات، وتصريحات مضادة بين الجانبين. ويقول عميمور إن ما كتبه هو ''رسالة وفاء للشعب المصري تحمل محبة ووئاما وتشرح له ما غيب عنه نتيجة تضليل أدى إلى وضعية انزلاق''، كما أنه ''رسالة تقدير للشعب الجزائري الذي جرح في تاريخه وشهداؤه، وأخرى للشعب المصري الذي خدعته وسائل الإعلام التي أشعلت النار''، مؤكدا أنه على استعداد لتصحيح كل خطأ؛ والتراجع عن أي تجاوز والاعتذار عن أي تعبير يساء فهمه، على حد تعبيره.