فتحت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ملف الخطاب الديني في وسائل الإعلام، خاصة السمعية البصرية للنقاش، بعدما لاحظت فوضى الفتاوى تعم في وقت تسعى إلى مواجهة خطر انتشار المذاهب الدخيلة في المجتمع الجزائري. طالب وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى مختلف وسائل الإعلام، خاصة السمعية البصرية والدعائم الإعلامية الأخرى إلى محاربة الخطابات الهدامة والعمل على ترقية خطاب ديني معتدل يحترم المرجع الديني للمجتمع الجزائري ويكون في خدمة البلاد. وجاءت دعوة المسؤول الأول على القطاع خلال جلسة نقاش وعمل حول ملف الخطاب الديني مع رئيس سلطة ضبط السمعي البصري زواوي بن حمادي، حيث شدد على ضرورة انخراط وسائل الإعلام بالنظر إلى دورها الهام في مسألة محاربة خطابات التطرف والعنف والطائفية والأفكار الدخيلة على القيم الوطنية والهوية الجزائرية، وأضاف محمد عيسى أنه على الدعائم الإعلامية بمختلف أشكالها السهر على بث برامج تعكس الصورة الصحيحة للجزائر، فيما ستعمل الوزارة على تنظيم لقاءات أخرى لمناقشة مسائل تتعلق بالدين، على غرار الملتقى المبرمج تنظيمه بداية الشهر المقبل بولاية ڤالمة حول ملف الخطاب الديني في وسائل الإعلام، وقد قررت الوزارة فتح النقاش، على خلفية ما تم الوقوف عليه من ترويج لبعض المتدخلين على أساس أنهم رجال دين أو علماء رغم كونهم مختصين في مجال آخر، حيث ذهب البعض إلى المطالبة بوجود رجل يفقه في مسائل الدين ضمن تشكيلة سلطة الضبط للسمعي البصري من أجل مراقبة ما يروج فيها من المسائل الدينية وكشف خطورة الترويج لمذاهب دخيلة بسبب الجهل. من جهته، أكد زواوي بن حمادي أن الاجتماع سمح للجانبين بتبادل وجهات النظر والآراء حول الخطاب الديني في المجتمع الجزائري، وأعرب عن أمله في أن يكون هذا الخطاب مستوحى دائما من المرجع الديني الجزائري. وأيد المصدر فكرة فتح نقاش واسع وتشاور بين جميع الفاعلين المعنيين من أجل التوصل إلى إرساء إطار يسمح بتنظيم الخطاب الديني ومحاربة الانحرافات في هذا المجال.