تعرض الزميل إبراهيم حسيني المصور الصحفي أمس السبت في حدود الساعة الحادية عشرة وربع صباحا خلال تغطية المسيرة غير المرخص لها والتي دعا إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إلى اعتداء عنيف من طرف أحد أنصار هذا الحزب. وقد جاء الاعتداء العنيف الذي ألحق بالزميل إبراهيم حسيني أضرارا جسدية خطيرة على مستوى الرأس والكتف الأيسر وهو يخضع حاليا للمراقبة الطبية. بسبب خطورة الجروح التي لحقت به وكان الزميل إبراهيمي حسيني قرب مدخل الحزب يقوم بمهامه الصحفية عندما قام أحد أنصار التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية برشقه بطريقة همجية ووحشية بكرسي من نافذة الطابق الأول للحزب لأن المصور كان يلتقط مشاهد عنيفة لأنصار الحزب وهم يعتدون على أعوان الشرطة بأدوات مكتبية وقضبان وما كان موجود داخل مبنى الحزب. إن طريقة الاعتداء التي كان الغرض منها وقف ومنع الزميل إبراهيم حسيني من التقاط هذه المشاهد المروّعة يعكس خطورة الانحراف عن مبادئ الديمقراطية وتناقض الخطاب السياسي للحزب المنادي بحرية الصحافة والديمقراطية وحرية التعبير وحقيقة ممارسات هذا الحزب في الميدان، وقد نقل الزميل المصور الصحفي إلى قسم الاستعجالات لمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة، حيث تلقى الاسعافات الأولية على أن يبقى رهن المتابعة الطبية لاحقا حسب تطور وضعه الصحي والإصابة الخطيرة التي تعرض لها. إن الاعتداء الهمجي الذي تعرض له الزميل المصور الصحفي من طرف أحد أنصار حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية يعتبر مساسا خطيرا بحرية الصحافة وسابقة غير مقبولة لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، وإن تأسف ''النهار'' لهذه الحادثة التي تعتبر غير مقبولة لا في الأخلاقيات السياسية ولا في الأداب العامة ولا حتى في مبادئ الديمقراطية، فإنها تطالب من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بتقديم اعتذار رسمي وعلني على ما قام به أنصار الحزب من داخل المبنى في حق الزميل المصور إبراهيم حسيني بحضور رئيس الحزب السيد سعيد سعدي. وبالمقابل، قدمت يومية ''النهار'' شكوى أمام السلطات القضائية المختصة ضد رئيس الحزب لأن الاعتداء جاء من داخل المبنى الذي كان يتواجد فيه رئيس الحزب وأيضا ضد الحزب كشخصية معنوية دعت الصحافة الوطنية إلى المسيرة رغم أنها لم يكن مرخص لها من طرف السلطات العمومية. وبالموازاة مع هذه الإجراءات، سيتم إخطار الهيئات المهنية الدولية والتنظيمات الحقوقية بخطورة الاعتداء الذي تعرض له الزميل المصور الصحفي إبراهيم حسيني بالنظر إلى خطورة انتهاك مبادئ حرية التعبير وحق الصحفي المكفول قانونيا وحتى المبادئ المقدسة لحرية التعبير.