تعرض، أمس، الزميل محمد دحماني صحفي يومية "البلاد، لاعتداء بالسلاح الأبيض من طرف النائب السابق بالمجلس الشعبي الوطني لجبهة التحرير الوطني عن ولاية مسيلة، وذلك بمقر محافظة نفس الولاية، بعدما شهدت الجمعية العادية التي تم تأجيلها مناوشات بين مناضلي الحزب العتيد. قال ل "اليوم " صحفي جريدة "البلاد"، إن جمال سهيلي شقيق المحافظ الحالي ونائب سابق بالمجلس الشعبي الوطني الذي كان مرفوقا بشخصين آخرين قد اعتدى عليه بواسطة سكين صباح أمس بمقر المحافظة بالمسيلة، ولحسن الحظ لم يستقبل جسد الصحفي طعنة السكين، حيث خلف الإعتداء تمزق ثياب دحماني. وتعود تفاصيل القضية حسب ما رواه ضحية الإعتداء، إلى إقدام المحافظ على إغلاق مقر المحافظة لمنع الجمعية العامة التي كانت ستنصب قيادة جديدة لهياكل "الأفلان" بالولاية، وهذا "بعد يقين المحافظ أن الانتخابات سوف لن تكون لصالحه" وبعدها حضر شقيق المحافظ الذي كان نائبا بالبرلمان رفقة شخصين من خارج الحزب، حسب المصدر، وتوجه نحو المناضلين الذين كان من بينهم الزميل محمد دحماني والقيادي بالحزب معزوزي الذي عينته القيادة للإشراف على تنصيب محافظة المسيلة، وشرع في استفزازهم. ثم توجه النائب السابق نحو محمد دحماني الذي لا تجمع بينهما مودة، بسبب كتابات سابقة للصحفي دحماني عن النائب في إطار عمله الصحفي، حيث أشهر في وجهه سكينا وهدده به وحاول إصابته ولكن ملابس الصحفي حالت بين ضربة السكين وجلده. وقد قدم محمد دحماني شكوى عن تعرضه للإعتداء بالسلاح الأبيض من طرف النائب السابق لدى مصالح الأمن. وقد اتصلت "اليوم" بقيادة الجبهة، للإستفسار عن تفاصيل الحادث وعن ما ستقرره حول هذه الحادثة الخطيرة، غير أن قيادة الجبهة على لسان مكلفها بالاتصال سعيد بوحجة أكدت جهلها بالحادثة. مؤكدا أن الجمعية العامة تم تأجيلها بعد عدم ترخيص الولاية لها بسبب عدم احترام طلب الترخيص للاجتماع للإجراءات القانونية. من جهتها، أدانت الفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين في بيان لها الإعتداء الذي اعتبرته "سافرا وهمجيا" على صحفي وهو يؤدي مهامه. حيث جاء في البيان "كان زميلنا الصحفي في جريدة البلاد وعضو المجلس الوطني للفيدرالية، محمد دحماني، اليوم السبت 10 أكتوبر، ضحية اعتداء همجي خطير باستعمال السلاح الأبيض والضرب، من طرف أحد المسؤولين المحليين لحزب جبهة التحرير الوطني في ولاية مسيلة، وهو للغرابة برلماني سابق وإطار سامي في الدولة، في الوقت الذي كان يغطي أشغال الجمعية العامة لمحافظة الحزب في الولاية." وأضاف البيان "الاعتداء الذي تم أمام أعين بقية الزملاء الصحافيين الذين لم يجدوا أي تفسير أو تبرير لما حدث، استدعى نقل الزميل لتلقي الإسعافات الطبية العاجلة، كما طلب منه الطبيب الخلود للراحة مع منحه شهادة تثبت العجز". وقال البيان "إن الفيدرالية تدين هذا الاعتداء السافر الذي استثار الأسرة الإعلامية كلها، وتطالب الجهات المخولة قانونا إلى فتح تحقيق عاجل في الحادثة"، مؤكدة أنه يجب أن يفضي التحقيق "إلى المعالجة القانونية والقضائية المنصوص عليها"، كما "تلفت انتباه قيادة حزب جبهة التحرير الوطني إلى هذا السلوك العدواني الخطير الذي بدر من أحد مسؤولي الحزب المحليين، وتدعوها إلى اتخاذ موقف واضح مما حدث".