توصل مسلحو المعارضة السورية في شرقي حلب إلى اتفاق مع الحكومة السورية، للسماح للمدنيين والمقاتلين بمغادرة المنطقة المحاصرة، وذلك حسبما ذكر اليوم الثلاثاء متحدث باسم الفصيل الرئيسي للمعارضة. وقالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية السورية إن "القوات الحكومية السورية توصلت إلى اتفاق مع ممثلي الفصائل يقضي بخروج المسلحين من أحياء حلب الشرقية الثلاثاء والخروج مع سلاحهم وبدون تغطية إعلامية". وقال المبعوث الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين اليوم الثلاثاء، إنه جرى التوصل إلى اتفاق يسمح لمقاتلي المعارضة السورية بمغادرة حلب. وقال تشوركين للصحافيين: "أحدث ما لدي من معلومات أنهم توصلوا حقاً إلى ترتيب على الأرض يتيح مغادرة المقاتلين للمدينة". وأضاف أن ذلك قد يحدث "ربما خلال ساعات". وأكدت مصادر أن كل ما يجري حالياً يتم بتنسيق مع تركيا وروسيا. وأشارت المصادر إلى أن "هناك خلافاً حول الجهة التي سيذهبون إليها حيث طلبت قوات النظام من المسلحين الخروج عبر معبر الراموسة باتجاه محافظة إدلب، في حين طلبت بعض الفصائل التوجه إلى ريف حلب الشرقي للوصول إلى منطقة الباب والمناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في ريف حلب الشرقي". وأضافت المصادر أن "الاتفاق تضمن وقف إطلاق النار بين الجانبين وأن القوات الحكومية السورية، ومنذ ليل أمس الإثنين لم تقم بأي عمليات عسكرية باتجاه أحياء حلب التي لا زالت تحت سيطرة المعارضة". وقال الجيش السوري الحر إن وقف إطلاق النار في حلب سار، وأن الاتفاق أنقذ نحو 70 ألف مدني. وفي حال استمر الاتفاق فإن أحياء حلب الشرقية التي سيطرت عليها فصائل المعارضة منذ أربع سنوات ستصبح يوم غد الأربعاء بشكل كامل تحت سيطرة القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها. من ناحية أخرى، أعلنت متحدثة باسم رئاسة الوزراء البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن لندن تريد تنحي الرئيس بشار الأسد، عن السلطة بعد أن تعامل ب"قسوة وحشية" مع الشعب السوري، مكررة بذلك الموقف الذي اتخذته الحكومة البريطانية منذ فترة طويلة. وقالت المتحدثة في الندوة الصحافية اليومية: "لا نعتقد أن الأسد الذي يحكم الشعب السوري بمثل هذه القسوة الوحشية، هو الطريق نحو مستقبل آمن ومزدهر لسوريا على المدى البعيد". وأضافت: "لذلك نعتبر أن من الضروري حصول عملية انتقال سياسية من دون الأسد في سوريا"، فيما اتهمت الأممالمتحدة الثلاثاء، أنصار النظام السوري بإعدام عشرات المدنيين ومنهم أطفال في مدينة حلب. وأوضحت المتحدثة البريطانية أن "المشكلة الحالية في حلب هي أننا لا نستطيع إيصال المساعدات، ولا نستطيع إدخال تجهيزات طبية أو ماء"، مشيرة إلى أن إيصال هذه المساعدات يشكل أولوية. وأكدت المتحدثة أن المملكة المتحدة ستمارس ضغوطاً على شركائها الأوروبيين خلال قمة الخميس في بروكسل، من أجل تبني "إعلان حازم وواضح" حول الوضع في حلب، وخصوصاً حول "ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار". وقد خسر المتمردون الذين يتعرضون منذ 4 أسابيع لعمليات قصف جوية عنيفة وقصف مدفعي، كامل معقلهم السابق تقريباً في شرق حلب، وهم يحتشدون حالياً مع عشرات آلاف المدنيين في حي واحد.