غارات متواصلة والضحايا بلا حساب حلب تنزف بان يحذّر من كارثة إنسانية شنت المقاتلات الروسية صباح أمس الأربعاء غارات جديدة على أحياء مدينة حلب الشرقية ومنطقة الراموسة جنوبالمدينة وكذلك على ريفها وذلك بعد يوم دام بلغت حصيلة القتلى المدنيين فيه 76 فضلا عن إصابة العشرات نتيجة للغارات التي استهدفت عدة مدن ومحافظات سورية. وشهدت مدينة حلب قصفا روسيا بالفوسفور الحارق بينما دمرت طائرات التحالف الدولي جسرا إستراتيجيا للمعارضة جنوبالمدينة وتسببت في سقوط ضحايا مدنيين. وأضافت المصادر أن شخصين قتلا وأصيب آخرون بجروح جراء تعرض سيارة كان يستقلها القتيلان على طريق الراموسة لقصف من الطيران الروسي الذي استهدف أيضا مناطق متفرقة من الحي الذي بات يشكل الشريان الوحيد لقوات المعارضة الواصل إلى مناطق حلب الشرقية. واستهدفت الغارات الروسية أحياء الهلك والسكري والصاخور بينما تعرضت مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي لسبع غارات جوية وقصف عنيف غير مسبوق كما استهدفت غارة جوية مشفى الريح المرسلة في المدينة مما أدى إلى خروجه عن الخدمة. من جهتها قالت مصادر في المعارضة المسلحة إن طائرات التحالف الدولي دمرت جسر خان طومان الحيوي مما تسبب في وقوع قتلى وجرحى من بينهم نازحون من داخل حلب إلى ريفها الجنوبي. ويربط الجسر بين ضفتي طريق حلب دمشق الدولي مع الممر الإنساني الوحيد الذي فتحه جيش الفتح أخيرا إلى مناطق سيطرة المعارضة داخل المدينة كما سيُفقد تدمير الجسر المعارضة ميزة الاستفادة من الطرق الرئيسية بدل الاعتماد على الطرق الترابية وهو ما يعد جزءا من إستراتيجية التحالف في معاركه بحسب المصادر. براميل متفجرة وفي ريف دمشق الغربي تعرضت مدينة داريا لقصف بعشرات البراميل المتفجرة كما شمل القصف مناطق عدة في الغوطة الشرقية بينما شنت المعارضة هجمات في بلدتي حوش نصري وقدسيا مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من جنود النظام. كما تصدت المعارضة في دمشق لمحاولة تقدم قوات النظام في حي جوبر ودارت اشتباكات بين الطرفين في حي تشرين قتل فيها عدد من عناصر النظام وأصيب اثنان من الثوار بحسب شبكة شام. وشمل القصف بلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين ومعركبة في حماة وبنش وسراقب ومعرة مصرين وأرمناز في إدلب والرستن وتلبيسة وغرناطة وتيرمعلة والفرحانية والسخنة في حمص وكباني في اللاذقية. أما مدينة دير الزور فسقط فيها عشرة قتلى وعشرات الجرحى عندما استهدفت الطائرات تجمعا للمدنيين أمام مخبز في حي العمال وذلك فضلا عن غارات أخرى على أحياء وقرى عدة في المنطقة. بان يحذّر حذّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في من جهته حلب السورية. وحثّ روسيا والولايات المتحدة على التوصل سريعاً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المدينة ومناطق أخرى في سورية. بان وفي أحدث تقاريره الشهرية عن وصول المساعدات إلى المدينة والذي اطلعت عليه وكالة رويترز أبلغ الأممالمتحدة أنّه في حلب نحن نواجه مخاطر بأن نرى كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في أكثر من خمس سنوات من إراقة الدماء والمعاناة في الحرب السورية. وأضاف (القتال للسيطرة على الأرض والموارد يباشر من خلال هجمات عشوائية على مناطق سكانية بما في ذلك من خلال استخدام البراميل المتفجرة وقتل مئات المدنيين ومن بينهم عشرات الأطفال). كما لفت إلى أنّ جميع أطراف الصراع تفشل في التقيد بما عليها من التزام لحماية المدنيين. وجدّد بان دعوة الأممالمتحدة لوقفة إنسانية لمدة 48 ساعة على الأقل في القتال في حلب من أجل تسليم المعونات. وحث أيضاً موسكو وواشنطن على التوصل سريعاً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وفي هذا السياق ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري ناقشا أمس تنسيق العمل في سورية من أجل التوصل لوقف إطلاق النار. من جهته أكّد (المرصد السوري لحقوق الإنسان) أن ضربات جوية مكثفة أمس أصابت أهدافاً كثيرة في حلب ومحيطها ومناطق أخرى في سورية مما أوقع عشرات القتلى.