سجلت المصالح الفلاحية بولاية سكيكدة، هذه السنة، احد أسوأ مواسم جني الزيتون خلال السنوات العشرة الماضية، وهذا راجع إلى موجة الجفاف الشديدة التي ضربت المنطقة واستمرت 7 أشهر متتالية. كما تقلصت مساحات زرع أشجار هذه المادة الحيوية لتصل إلى 09 آلاف 830 هكتارا يتوقع أن تنتج كمية من الزيتون تصل إلى 197 قنطارا وتحقق عشرين قنطارا في الهكتار الواحد، حسبما أكدته مصالح الإنتاج النباتي لمديرية الفلاحة بالولاية. وتشير الإحصائيات التي تعدها كل سنة مصالح المديرية إلى أن المساحة الكلية لهذه الزراعة تسجل من عام لآخر تراجعا خطيرا يهدد مستقبلها ويرهن الإنتاج الذي يعرف في المقابل اهتماما واسعا به من جانب المستهلكين، إذ أن زيت الزيتون تحول إلى مادة غذائية أساسية لا تختلف عن البطاطا والحبوب واللحم، بل إن نوعية زيت الولاية يشكل أحد العناصر الغذائية الرئيسية لسكان المناطق الريفية. وحسب المصالح ذاتها، فإن الإنتاج الإجمالي لزيت الزيتون سيرتفع هذا العام ليبلغ 35 ألف لتر مقابل 25 ألف و400 لتر العام الماضي، رغم موجة الجفاف التي حالت دون تسجيل إنتاج قياسي، إلا أن اختفاء ذبابة الزيتون هذا الموسم كانت بمثابة الحدث البارز للفلاحين، حيث جنبت ثروة الزيتون كارثة حقيقية كانت ستضاف إلى شح الأمطار. وتزرع في ولاية سكيكدة أنواع مهمة جدا من أشجار الزيتون نذكر منها الشملال والأزراج ولاروجات والبلانكات وبرويشة وهي مزيج من الأشجار الأوروبية العتيقة والأشجار المستحدثة محليا. وتنتشر هذه الزراعة في كل جهات الولاية لا سيما في دوائر سيدي مزغيش والحروش وأولاد عطية وتمالوس وأم الطوب وبني ولبان، ويتبع الفلاحون الطرق التقليدية في الغرس وفي الجني ولا يصلون إلا نادرا إلى التقنيات الحديثة المتبعة على مستوي دول شمال المتوسط ومنها البرتغال وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا نظرا لعدم إدخالها لحد الآن لهذه الزراعة البعيدة حاليا عن أهداف المخطط الوطني للتنمية الفلاحية ويواجه إنتاج الزيتون إضافة إلى ذلك مشاكل جدية أثناء جني المحصول، إذ يستخدم الفلاحون العصي لإسقاط الحبات وهي الطريقة التقليدية والبدائية المضرة كثيرا بالأغصان وبقدرتها علي العطاء في السنوات التي تلي عملية الجني ولم يتم لحد الساعة تدعيم المنتجين بالآلات التي تستخدم في الدول المتقدمة في العالم لجني المحصول الذي تجند له العائلات كل سنة كل أبنائها وجيرانها وتستخدم ما يعرف بالتويزة ويصل الأمر إلى الاستعانة بيد عاملة مؤهلة وهي العمليات التي باتت ترهق كاهل أصحاب الأراضي وتدفعهم تدريجيا نحو التخلي عن المنتوج أو كراء المساحات الحاضنة للزيتون واستعمال الأدوية وكذلك طرق السقي العصرية تطور سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون ليقفز إلى 1200 دج ومرشح للتصاعد في السنوات المقبلة.