"تقييم التلاميذ مستقبلا سيأخذ بعين الاعتبار ذكاءه وابتكاراته" أمرت الوزيرة نورية بن غبريط هيئات التفتيش بعدم الاكتفاء بعمليات المراقبة والترسيم، بل المشاركة في عملية الإصلاح وتطوير الكفاءات الخاصة بالأساتذة ومعالجة الاختلالات المسجلة في الولايات، وكشفت عن اعتماد نظام جديد لتقييم التلاميذ الموسم المقبل إذ من غير المعقول رسوب التلاميذ بسبب عدم تمكنهم من الحفظ والاسترجاع. ودعت الوزيرة خلال افتتاح ملتقى لهيئات التفتيش الولائية أمس بمقر الوزارة إلى تجاوز مرحلة الرقابة والترسيم الى مرافقة تحسين الإصلاح وتكوين الأساتذة لتحسين قدراتهم، مؤكدة أن إدخال تحسينات على الإصلاح مع وضع المناهج والكتب الجديدة يتطلب تقييما مستمرا، لإدخال التصويبات الضرورية. وتعتبر مجالس التفتيش المحرك الطيبيعي للإستراتيجية الوطنية للتكوين البيداغوجي "المقاربة بالكفاءات، الوضعيات الإدماجية المعالجة البيداغوجية.. الى جانب المسائل المتعلقة بالحوكمة ومشروع المؤسسة وترشيد النفقات". وأمرت المفتشين بالمشاركة في الاستشارة والبحث وتقديم الاقترحات لحل المشاكل بناء على مؤشرات مرجعية واضحة. وكشفت عن إجراءات جديدة سيتم اعتمادها ابتداء من الموسم المقبل تخص وقف عملية تقييم التلميذ بناء على استرجاع ما حفظه مقابل اعتماد تقييم جديد يمكن من كشف مواهب التلميذ وتقييم ذكائه في مختلف المجالات وهو الذي من أنه رفع نتائج الامتحانات بالتركيز على التقييم البيداغوجي للتلاميذ. وأشارت الوزيرة إلى فتح استشارة وطنية بهذا الخصوص بداية من شهر فيفري على أن تنطلق العملية من المؤسسة ثم الولاية لتنتقل الى المستوى الجهوي والمستوى الوطني لتنظيم في الأخير ندوة وطنية حول الموضوع في نهاية شهر افريل ليتم اتخاذ إجراءات عملية فيما يخص نظم التقييم البيداغوجي بدءا من الموسم الدراسي المقبل وسيكون للمعلم دور مهم في إثراء النقاش حول المسألة. ووأضحت بن غبريت أن التقييم البيداغوجي حاليا هو تقييم كمي في الأساس يعتمد على التنقيط وهو يستهدف كفاءة واحدة فقط هي الحفظ والاسترجاع بينما يفترض أن نقوم بتقييم كل كفاءات التلميذ "إنتاج فكري، تحليل، استنتاج، تعبير شفهي.. فكثير من التلاميذ أذكياء ولهم كفاءات عديدة إلا أنهم لا يحصلون على نتائج جيدة لأن نظام التقييم البيداغوجي الحالي لا يستهدف كل كفاءاتهم". وقالت "من غير المعقول أن يفشل التلميذ بسبب نظام تقييم يعتمد على الاسترجاع، دون تقييم ذكائه وابتكاراته، مؤكدة أنه أذا كان للتلميذ ضعف في الذاكرة فهناك مجالات أخرى يستطيع تحصيل نقاط وهو ما ستركز عليه الوزارة مستقبلا.