شرع عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، يومي الخميس والجمعة، في حملته الانتخابية بشكل استباقي قبل موعدها، من خلال زيارة للشقيقة تونس، حيث التقى فيها بسفير الجزائر عبد القادر حجار وهو القيادي البارز في الحزب الحاكم، والشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، أبرز قادة التيار الإسلامي في تونس. واختار رئيس حركة "حمس" المتحالفة مع جبهة التغيير، استعدادا للاستحقاق المقبل لتشريعيات 2017 وما يليه من مواعيد انتخابية، توقيتا مهما مرر من خلاله رسالة قوية للسلطة، حيث زار مقري بيت السياسي المحنك المحسوب على التيار الإسلامي والذي قام بتنازلات لتحقيق توافق وطني على حساب حزبه من أجل بلاده تونس، وهو الشيخ راشد الغنوشي المعروف بعلاقاته القوية مع السلطة الجزائرية وبالأخص مع القاضي الأول في البلاد. وكان الرئيس بوتفليقة عبر عن مدى احترامه للشيخ الغنوشي من خلال منحه، قبل أيام فقط، طائرته الرئاسية لتمكينه من العودة إلى تونس بعد زيارة قادته إلى الجزائر التقى فيها رئيس الجمهورية وتحادث معه عن الوضع في تونس، فلعل هذه المكانة التي تتقارب بين الرئيس الجزائري مع الرجل من جهة وبين، هذا الأخير مع التيار الإسلامي في الجزائر، من جهة ثانية، لها دلالة قوية على الدور الذي سيلعبه الإسلاميون في الجزائر لتجاوز الرهانات الخارجية التي قد تصب في سياق مؤامرات لا تخدم أمن واستقرار البلاد. ولم تكن زيارة مقري إلى مكتب سفير الجزائربتونس، عبد القادر حجار، زيارة عادية غير محسوبة، بل كانت في صلب الرسالة القوية التي مررها للسلطة زعيم الإسلاميين في الجزائر، حيث إن السفير حجار يعتبر بمثابة الرجل القوي في الجهاز "الآفلان" وقد عرف ب "العلبة السوداء" داخل الحزب العتيد، وبذلك يكون مقري قد أعلن عن تقارب ضمني مع السلطة سيسمح له بتكرار الدور الذي قامت به "حماس" المرحوم الشيخ محفوظ نحناح، خلال الأزمة الأمنية، مما يجعل السيناريو نفسه يتكرر عشية الإرهاصات الأمنية والاضطرابات المحدقة بدول الجوار. ومما كتب مقري في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" عبارة مقتضبة مرفوقة بالصور جاء فيها "في زيارة لتونس (البارحة واليوم) لقاء الشيخ راشد في بيته، وزيارة سعادة السفير عبد القادر حجار في مكتبه".