أيام قليلة بعد إبداء زعيم حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري المحسوب على تنظيم ”الإخوان في الجزائر” رغبته الشديدة في الدخول على الخط في مساعي وجهود السلطة في حلحلة الأزمة الليبية، بما قال أن حركته تملك من رصيد وتجربة في المجال، انتقل أمس، عبد الرزاق مقري، لتونس في زيارة تجمعه بنظيره في حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، في اطار مسعاه لإبراز حسن نواياه في مساعدة الدبلوماسية الجزائرية في إنجاح الحوار بينها وبين مكونات الطبقة السياسية الليبية. تعتبر زيارة مقري ورقة في يد حمس تحاول لعبها على الصعيد الخارجي، بعد أن تبنت حركة النهضة التونسية الأزمة الليبية في محاولة منها لمساعدة دول الجوار في حلحلتها من خلال التفاوض مع إخوان ليبيا، الأمر الذي أحرج إخوان الجزائر ودفعهم للعمل في نفس طريق الغنوشي الذي انتقل بنفسه للجزائر في زيارة للرئيس بوتفليقة للشأن ذاته، واستقبل أيضا خلال الأسبوع الماضي مدير ديوان الرئيس وزعيم الأرندي في الإطار نفسه، هذه الزيارة لأحمد أويحيى، تكون قد حفزت مقري من أجل مواصلة إبراز نواياه في مساعيه الرامية إلى المساهمة في تعبيد الطريق نحو إيجاد مخرج للأزمة الليبية وبمساعدة الغنوشي. وتحدثت مصادر من بيت ”حمس” أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يكلف مقري بأداء زيارته إلى تونس، إنما جاءت ”عفوية”، سعيا منه لربط علاقات وثيقة مع الجانب التونسي والتباحث حول قضايا أخرى تخص التشكيلتين المحسوبتين على التيار الإسلامي في الجزائروتونس، لكن السؤال المطروح، لم هرع مقري للقاء الغنوشي في هذا الوقت بالذات وماذا يبحث من وراء الزيارة المفاجاة له؟. وهل يريد رئيس حركة مجتمع السلم من الغنوشي أن يتدخل على الخط ويقنع الرئيس بوتفليقة بضرورة إقحام ”حمس” في مساعي حل الأزمة الليبية، أم أن الزيارة عادية في إطار تبادل الزيارات بين الطرفين؟. ويرى الكثير من المتتبعين لشأن الحركة لإسلامية في الجزائر وخاصة الإخوان، أن حركة مقري تفطنت لبعد رؤيتها وتفاعلها مع الحراك خارج الوطني، لاسيما وأن إسهامها سيعبر عن ثقلها وحجمها في الداخل والخارج، باعتبارها ممثل حركة الإخوان وأكبر حزب سياسي محسوب على التيار الإسلامي، كما أن هذا الموقف سيحسب له من ناحية تحقيق مكسب داخلي وخارجي يعكس حجم حركة مقري وعمقها، لاسيما وأنها مقبلة على أهم استحقاق تشريعي سيحدد توقعها في مؤسسات الدولة الدستورية بالرغم من أنها كانت إلى وقت قريب تنشد الانتقال الديمقراطي، وتعارض كل ما يأتي من السلطة ضمن فضائيين للمعارضة، تلاشا اليوم. وكان مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى أدى زيارة غير معلنة إلى تونس الأسبوع الماضي التقى خلالها القيادي الإسلامي الليبي علي الصلابي بمنزل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في إطار الجهود لتسوية الأزمة الليبية.