قال محللون إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلصت إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك لن يكون قادرا على النجاة من الاضطراب السياسي في البلاد، وذلك عندما تردد أنها حثت الحاكم القابع في سدة الحكم منذ عقود علي التنحي· ووضعت احتجاجات ضخمة لأكثر من أسبوع في مصر الرئيس مبارك تحت ضغوط مكثفة لتقديم استقالته، وتزايدت هذه الضغوط مع تحويل الولاياتالمتحدة وجهها تدريجيا عن أقرب حلفائها وبدأت في الحديث عن ''انتقال منظم'' للديمقراطية· وقالت إيزوبيل كولمان، خبيرة في السياسة الأمريكية في الشرق الأوس بمجلس العلاقات الخارجية، إن ''هناك نظرة ثاقبة على واقع يقول إن الأحداث تخطت مبارك، وأنه سيكون من الأفضل تسهيل خروجه من السلطة أكثر من مواصلة التشبث بالسلطة''· وحاولت الولاياتالمتحدة على مدار أسبوع موازنة نهجها من خلال الدعوة لإجراء إصلاحات تدعم الحركة الديمقراطية، في الوقت الذي لا ينفر مبارك، الذي يعد زعيما مواليا للغرب وينظر إليه على أنه مصدر استقرار في المنطقة· لكن مع تزايد حجم وقوة الاحتجاجات وإظهارها عزما الذي لا يفل، لم يكن لدى إدارة أوباما خيار سوى الإدراك أن انتقال السلطة من مبارك أمر حتمي، ولم ترغب في أن تظهر على أنها تتحيز لحاكم مستبد في مقابل حركة ديمقراطية· وقال ناثان براون، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن، إنه ''في رأيي أن الرسالة أصبحت أكثر قوة، وأنهم تجاوزا نقطة السذاجة وأدركوا مسألة أن مبارك يتعين عليه الرحيل''· كما يعتقد المحللون أن تأثير الولاياتالمتحدة في الوضع مع مبارك كان ضعيفا، وبحلول نهاية اليوم كان الشعب المصري هو الذي يسير الأحداث، إلى جانب الجيش، والذي قال إنه لن يستخدم القوة لقمع الاحتجاجات· وحذر البيت الأبيض من أن أي عمليات قمع عنيفة ربما ينتج عنها قطع للمساعدات السنوية بقيمة 3,1 مليار دولار والتي تقدمها الولاياتالمتحدة سنويا للجيش المصري·