قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الرئيس المصري حسني مبارك يدرك أن الوضع القائم لا يمكن أن يستمر، ولا بد من حدوث تغيير، ودعاه لانتقال منظم وسلمي للسلطة، من دون أن يدعوه صراحة إلى التنحي. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه أبلغ الرئيس المصري حسني مبارك ب»وجوب أن تبدأ عملية انتقال السلطة سلميا الآن«. وأضاف أوباما -متحدثا بعد أن أعلن مبارك في خطاب وجهه الليلة ما قبل الماضية للشعب المصري عدم ترشيح نفسه لولاية رئاسية جديدة- أن العالم يشهد صفحة جديدة في مصر، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم أي عون لمساعدة الشعب المصري في أعقاب الاحتجاجات. وأوضح أنه تحدث مع مبارك معربا له عن إيمانه بأن عملية انتقالية سلمية يجب أن تبدأ الآن وتشمل كافة أحزاب المعارضة، وتؤدي إلى قيام انتخابات حرة ونزيهة وتشكيل حكومة ديمقراطية. وقال أوباما إن كثيرا من الأسئلة بشأن مستقبل مصر لم تجد إجابة بعد، وثمة أيام صعبة قادمة. وأشاد في كلمته بمهنية ووطنية الجيش المصري وحمايته للشعب، وحثه على ضمان أن يمر وقت التغيير في مصر دون عنف. وأيد أوباما حق الشعب المصري في حرية التجمع والتعبير والوصول بحرية إلى المعلومات، مؤكدا أن بلاده ستستمر في دعم الديمقراطية. وخاطب الرئيس الأمريكي شباب مصر، قائلا »نحن نسمع أصواتكم يا شباب مصر، وندرك أنكم ستحددون مصيركم وتسيروا في درب الحرية«. واعتبر أن الشعب المصري هو الوحيد المخول باختيار مصيره. وكان أوباما تابع -مع فريق السياسة الخارجية في إدارته- خطاب مبارك الذي أذاعه التلفزيون المصري، وجاء وسط احتجاجات مناهضة للحكومة لم يسبق لها مثيل في القاهرة. وقالت مصادر في واشنطن إن خطاب أوباما يشكل تراجعا عن الخطاب الأمريكي السابق الذي يؤكد ضرورة استقرار نظام مبارك، ويعد إشارة إلى أن أوباما بدأ يسمع صوت الشعب المصري. وأشار إلى أنه كان لافتا أن يخاطب أوباما الجيش المصري ويشيد بموقفه، وكذلك مخاطبته لشباب مصر، مما يؤكد أن الموقف الأمريكي بدأ يسير على إيقاع الشارع المصري. وكان مبارك قال الثلاثاء الماضي إنه لن يترشح مجددا للرئاسة، وسيعمل خلال الأشهر الباقية من ولايته على ضمان انتقال آمن للسلطة، بينما ردد نحو مليوني محتج احتشدوا في ميدان التحرير وسط القاهرة هتافات تطالبه بالرحيل عن سدة الحكم، ردا على خطابه. وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي السيناتور جون كيري دعا الرئيس المصري إلى التنحي وإفساح المجال أمام وضع سياسي جديد. ويعبر كيري عما يتحدث به كثير من المسؤولين الأمريكيين، كما تؤشر تصريحاته إلى تزايد اليقين لدى الأمريكيين بأن عهد مبارك قد انتهى. وفي موقف لافت آخر نصح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء الماضي الرئيس مبارك بالاستجابة لمطالب شعبه، في إشارة ضمنية على ما يبدو إلى تنحيه عن الحكم, وأعلن في الوقت نفسه تأجيل زيارة كان مقررا أن يقوم بها إلى مصر خلال أسبوع من الآن. ففي كلمة ألقاها أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم وأذاعها التلفزيون, قال أردوغان مخاطبا الرئيس المصري »السيد حسني مبارك.. أريد أن أقدم توصية خالصة للغاية.. تحذيرا صريحا للغاية.. كلنا سنموت وسنُسأل عما تركناه وراءنا«. وأضاف ۜنحن كمسلمين سنوضع في حفرة حجمها لا يزيد على مترين مكعبين«. ولم يبلغ رئيس الوزراء التركي –الذي بحث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الوضع في مصر خلال اتصال هاتفي جرى مساء الاثنين- حد دعوة مبارك إلى ترك منصبه, بيد أن مطالبته إياه بالاستماع إلى صيحات الشعب تشير إلى أنه كان على الأرجح يحثه ضمنا على ذلك. كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى انتقال منظم للسلطة في مصر، وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة، وأشار إلى أن هناك حاجة لإجراء إصلاحات ديمقراطية لتهيئة الظروف قبل إجراء انتخابات حرة ونزيهة.